النغم الخالد «20» تعلق رياض السنباطي بالعزلة وهو يتذكر رفاق الدرب في الموسيقى الذين اختطفهم الموت وتدخل الأطباء لإخراجه من هذه الحالة النفسية من خلال قضاء فترة طويلة في اروبا عاد بعدها أكثر ثقة وتفاؤلا وحبا للحياة في 1971، انضم الى قائمة ملحني ام كلثوم ملحن كفيف، اشتهر بألحانه لعدد كبير من المطربين والمطربات المرموقين منذ الاربعينيات، هو سيد مكاوي الذي مكث يلحن مونولوغ احمد رامي «يا مسهرني « عاما كاملا وقد مزج في لحنه هذا بين أساليب السنباطي وزكرياء وحتى القصبجي من خلال شخصيته الفنية. وكسب الرهان وارادت ام كلثوم ان تغني شيئا للشاعر عبد الله الفيصل ال سعود، فاختارت قصيد « من اجل عينيك عشقت الهوى», ودفعت به الى بليغ حمدي الذي فشل في الامتحان، فكان ان أسندت ام كلثوم القصيد الى رياض السنباطي ... مثل هذا القصيد رهانا جديدا في مسيرة السنباطي فكان ان اعد له لحنا خاصا اسند فيه الدور الرئيسي للفرقة الموسيقية فجعلها تؤدي ما يعجز عنه صوت ام كلثوم في الجوابات بعد ان تراجعت مساحاته مطلقا لها الحرية في الطبقات الأخرى لترتع فيها كما يحلو لها من وراء اللحن الذي صنع لم يبق لام كلثوم كي تتوقف عن الغناء سوى عامين، فبادرت بتلحين « الثلاثية المقدسة» لمحمود حسن كامل بناء على طلبها...وتحت تأثير « الثلاثية المقدسة» واندماجه الديني فيها قرر تلحين زجلية محمود بيرم التونسي « القلب يعشق كل جميل» قدمت ام كلثوم الاغنية في جانفي 1972، قبل ان يداهمها مرض الكلى الذي أصيبت به, وكان عليها قبل ان تتوقف نهائيا عن الغناء، ان تغني « ليلة حب» التي لحنها محمد عبد الوهاب وان تسجل اغنية « حطم علينا الهوى « على أسطوانات لبليغ حمدي، وهي الاغنية التي حكم فيها القدر على ام كلثوم بان تلغي حفلاتها منذ مطلع 1973 حتى وفاتها سنة 1975 لم يرتفع في 1973,بعد غياب صوت ام كلثوم سوى صوت واحد كان يترقبه كل العرب...انه صوت الشعب العربي الذي انطلق معلنا في 6 أكتوبر 1973بدء الحرب التحريرية ليدمر بنيران جيشيه السوري والمصري اسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر انبرى رياض السنباطي الى خوض هذه الحرب بدوره على طريقته الخاصة وفي غياب ام كلثوم قدم لحنه لسعاد محمد « زغردي يا شام» التي تتغنى بمصر وسوريا وسيناء والجولان وكانت سعاد محمد عند حسن ظن السنباطي. (يتبع)