السرس (الشروق) وادي المهاريس، تسمية قديمة أطلقها البربرعلى مكان مشحون بالإيحاءات والرموز والمعالم الأثرية والحضارية والتاريخية، لا يمكن للزائر أن يتطلع إلى سحرها إلا متى أقدم على رحلة في جبال الشمال الغربي بين منطقتي مكثر والسرس وبالتحديد على بعد 2 كلم على مستوى قرية اللاس الأثرية الواقعة هي أيضا على بعد 18 كلم من مدينة السرس. هذه القرية الصامدة أمام تعاقب الحضارات مثل البونية والرومانية. أصولها حسب ما ذكره المؤرخون تعود إلى العصر الحجري بما تشهد عليه القبور الجلمودية وما عثر فيها على الأواني وبقايا الرماد وما توحي به من اعتقادات بأن الإنسان كان يأكل بعد موته. وعلى الرغم من بعض الحفريات التي شملت المنطقة إلا أن وادي المهاريس المتاخم لها لا يزال يحافظ على سحر المياه المتدفقة وسط المهاريس على عمق يتراوح بين 20 و100 في عمق الجبال. وبسعي من جمعية أحمد السنوسي للثقافة والحوار بالسرس فقد تحولت هذه الهضاب والمنعرجات والدواميس والأماكن المحفورة وسط الجبال ومهاريس المياه وجهة للمتنزهين والباحثين عن الارتياح في قلب الطبيعة بعيدا عن ضوضاء المدينة . فالطريق إلى المهاريس وعرة تمر عبر هضاب الجبال والمرتفعات في مكان مغمور غابت عنه علامات التعريف لدى الأوساط الفكرية والثقافية وسط مسؤوليات موكولة على عاتق معهد التراث ووكالة حمايته والمصالح المعنية بالشأن الثقافي بالجهة. وفي محاولة لتحديد معنى المهراس من قبل أحد الزوار قال: "إن المهراس يطلق على كل حجر منقور يمسك الماء. والمهراس هما موضعان باليمامة والمهراس فيما ذكره المبرد ماء بجبل أحد". وهي كلها معاني تضفي طابع الأزلية على جمال المكان وتجعله يستحق التصنيف ضمن المعالم الأثرية الساحرة في العالم وإخراجه من الظلمات إلى النور بالبحث والتنقيب والتحليل والتسويق لطبيعته الساحرة.