سيدي بوزيد «الشروق»: الرحى الحجرية هي اداة حجرية استعملها اجداد اجدادنا وجدات جداتنا لجرش وطحي القمح، فلم يكد بيت من بيوت البلدة قديما يخلو منها وهي متكونة من طبقتين دائرتين من حجر، البازلت الأسود، أو، الصوان، المعروف بخشونة ملمسه، يوجد في وسط الطبقة العليا دائرة مفرغة عبارة عن حفرة صغيرة. يرتفع من مركزها قطعة خشبية أو معدنية ثابتة في وسط الطبقة السفلى، القاعدة، تحافظ على بقائها متطابقة معها لتدور حول محورها يوضع فيها القمح أو الشعير بعد غربلته وتنقيته من الشوائب والحجارة والحصى وعلى طرف الحافة العليا يوضع مقبض خشبي بواسطته تحرك ربة البيت، الرحى، أو جاروشتها وهي تنشد مقاطع تراثية وتتبادل اطراف الحديث مع جاراتها أو قريباتها وتديرها تارة يمينا واخرى شمالا لتريح يدها. وبعد وضع الحبوب وتحريك حجر الرحى بشكل دائري يتهاوى القمح أو الشعير المقشر من أطرافها على بساط يفرش تحتها ليتحول دقيقا يكون طعام البيت. وباختصار شديد وهي طاحونة اجدادنا التي كانت تستخدم لطحي الحب بكميات معينة للاستخدام المنزلي مثل القمح والشعير والفول، حيث تقوم الامهات باكرا لتطحن كمية مناسبة من هذه الحبوب بواسطة هذه، الرحى، لتجهز قوت زوجها وأبنائها، كانت تقوم بهذا العمل باحساس مبالغ فيه فتشعر بنوع من السعادة والفخر كونها تقوم بواجبها تجاه اسرتها على أكمل وجه. والتي كانت تتطلب جهدا كبيرا وكانت تخفف عن صعوبة وشقاوة العمل وتقصر الزمن وتسلي نفسها بالغناء والاشعار أثناء ادارة الرحي. فكن يعتمدنها في تحضير مؤونة الاسرة من قمح وشعير وذرة وفول وعدس وكل ما يمكن اعداده للاكل في فصلي الصيف والشتاء. كما كان الرحي ملتقى لتجمع النساء يقمن بجرش الحبوب وطحنها مع اصوات الغناء لبعضهن نظرا لدور الرحي الكبير في حياة الناس ايام زمان.