تعود أصول أكلة البسيسة إلى العهد الروماني وهي إحدى أهم الأكلات التونسية التي يؤكد خبراء الصحة ضرورة اعتمادها كمصدر مهم للبروتينات النباتية المتأتية من الحبوب والبقول الجافة، وترتفع قيمتها عندما ترتبط بالمواد الغذائية الأخرى، كما تحتوي على كمية كبيرة من الأملاح المعدنية والفيتامينات، إلى جانب النسبة العالية من السكريات بطيئة الامتصاص فهي ومن خلال مكوناتها مصدرا مهما للطاقة التي تمد الجسم بالدفء والحيوية والنشاط صيفا وشتاء. بسيسة جرجيس أكلة الفقير والغني لا يخلو منها بيت تصنع من القمح أو الشعير والحلبة والعدس والكركم والحمص والتوابل والأعشاب الطبيعية، حيث يقع تنظيف هذه الحبوب ثم قليها ثم ترحى لتتحول إلى طحين يضاف إليها الجلجلان وبعض المكسرات كالبوفريوة واللوز وغيرها فضلا عن السكر وحلوى الشامية.
المسافر في العهود القديمة كان يتزود في طريقه بالبسيسة لسهولة حملها وقيمتها الغذائية وتصل أنواعها إلى عشرة ومن أبرزها بسيسة القمح وبسيسة الدرع وبسيسة الشعير وبسيسة العدس وتعتبر البسيسة من الأطباق الصحية بامتياز خصوصا في علاج تأخر النمو لدى الأطفال ومكافحة ارتفاع الضغط وفقر الدم، فتقدم للرضيع لتقوية العظام والأسنان والدم لما تحتويه من عناصر غنية بالكالسيوم والفوسفور والحديد ولمعالجة الإمساك وذلك بخلطها مع العسل وتقدم للمرأة عقب الوضع مباشرة لزيادة إفراز الحليب وللعروس قبل زواجها لفتح الشهية والزيادة في الوزن وللعامل اليومي، كما تستعمل لمعالجة الالتهابات الرئوية والنزلات المعوية وفي حالات التهاب اللوزتين والصدر والحلق والسعال ولعلاج عسر الهضم، كل له طبقه المميز من البسيسة.
أما خلال شهر رمضان المعظم فإن ربات البيوت يتفنن في تصنيف أكلة البسيسة خاصة أثناء تناول وجبة السحور فالعديد من العائلات تفضل تناولها إما كسائل حيث تخلط في الماء أو الحليب مع القليل من السكر أو العسل، وقد تأكل مع التمر أو التين المجفف وتساعد على مقاومة الجوع والعطش صيفا والبرد شتاء لاحتوائها على زيت الزيتون.