الجيش الليبي يحبط هجوما جويا وبرّيا للميليشيات أعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، امس، أن الجيش أحبط هجوما جويا وبريا ضد قاعدة الجفرة وسط ليبيا، مؤكدا أن تركياوقطر متورطتان في الهجوم. طرابلس (وكالات) وفي بيان تلاه المسماري على صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»، أكد الجيش الوطني الليبي «الانتصار» على الميليشيات الإرهابية والمرتزقة الذين حاولوا القيام بهجوم بري وجوي على قاعدة الجفرة بكامل إمكانياتهم. وأضاف المسماري أن الهجوم «محاولة يائسة منها (الميليشيات الإرهابية) للتأثير على الجيش الوطني الليبي، وذلك بعد أن منيت بخسائر فادحة في محاور القتال في طرابلس». وشدد المتحدث باسم الجيش الليبي على أن القوات المسلحة صدت الهجوم في مراحله الأولى، أي قبل أن تصل الطائرات إلى القاعدة وفي مناطق حشد القوات، مما يظهر قدرة الجيش الوطني على كشف أي مخطط «. وأكد المسماري إسقاط 3 طائرات مسيرة تركية حاولت الإغارة على القاعدة، فضلا عن قصف تجمع إرهابي في سرت كان ينوي الاقتراب منها، مشيرا إلى أن التجمع كان يشمل 19 آلية، وتم تدميره، وأضاف أن الجيش دمر تجمعا آخر للميليشيات، يضم 15 آلية في منطقة أبو نجيم في شمالي ليبيا. وقال المسماري إن التخطيط لهذا الهجوم تم في تركيا، فيما وفرت قطر ملايين الدولارات للجماعات الإرهابية من أجل شن الهجوم على القاعدة، التي أكد أنها لم تتعرض لأي ضرر. وتتهم قوات الجيش الوطني الليبي تركيا بدعم قوات حكومة الوفاق في شن هجمات على قواته بطائرات مُسيرة تتخذ من قاعدة مصراتة غرب طرابلس مقرا لها. وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها طائرات تركية مسيرة قاعدة الجفرة، ففي أوت الماضي قصف الجيش الليبي قاعدة مصراتة العسكرية التي تستخدم لإقلاع الطائرات التركية ردا على غارات شنتها طائرات مسيرة على نفس القاعدة. كما أعلنت الجيش الشهر الماضي عن تدمير طائرة شحن من طراز «إل يوشن 76» فور هبوطها في قاعدة مصراتة قادمة من أنقرة وعلى متنها شحنة أسلحة وصواريخ موجهة يستخدمها سلاح الجو التركي المسير انطلاقا من القاعدة. وأصبح الجيش الليبي في الآونة الأخيرة يتعامل مع مطار مصراتة كهدف إستراتيجي، بعد أن تحول إلى مقر أساسي لتلقي وسائل مختلفة من الدعم التركي، بمساندة قطرية، ويمثل تدميره نقطة مهمة في شل قدرة الكتائب المسلحة. ويتبع الجيش الليبي طريقا مزدوجا، يعتمد على توجيه المزيد من الضربات القوية لمراكز تجمع الإرهابيين في طرابلس وخارجها لخلخلة توازنهم بعد تلقيهم مساعدات عسكرية من تركيا، وفتح قنوات تواصل سياسي مع قيادة بعض التنظيمات المسلحة لإبعادهم عن معادلة الصراع وكشف الغطاء تماما عن حكومة الوفاق، وتجنب حدوث خسائر في أوساط المدنيين، بعد لجوء العصابات المسلحة لاستخدامهم كدروع بشرية. وتسعى قوات المشير خليفة حفتر إلى تحرير العاصمة من قبضة الجماعات الإرهابية والمتطرفين عبر إحكام السيطرة أولا على مصراتة والتخلص من الميليشيات التي تسيطر عليها وهو ما سيسهل امتلاك زمام الأمور في طرابلس. ويوجه الجيش الليبي حاليا أهدافه نحو مدينة سرت الساحلية القريبة من مدينة مصراتة للتخفيف من وطأة العمليات العسكرية في طرابلس، وهو ما يساهم في إرباك تحرك ميليشيات مصراتة التي تمثل منبع الإرهاب في العاصمة. وتقول مصادر ليبية إن سرت ستكون معركة أسهل للجيش الليبي بالنظر إلى بساطتها الجغرافية وأرضها المفتوحة، وحركة الطيران غير المقيدة بها وهو ما جعل الميليشيات تستند إلى قاعدة مصراتة والعتاد التركي لمنع سيطرة قوات حفتر بالكامل عليها.