«الشروق» مكتب الساحل تتقدم 49 قائمة للانتخابات التشريعية عن دائرة سوسة، بينها 21 قائمة حزبية و11 قائمة ائتلافية والبقية قائمات مستقلة، غابت عن أغلبها وجوه سياسية بارزة وعادت وجوه أخرى كانت قد ترشحت للانتخابات التأسيسية لسنة 2011، لكن السمة البارزة أن أهم الوجوه السياسية المترشحة لهذا الاستحقاق تشارك ممثلة عن أحزاب غير تلك التي مثلتها في 2011 وفي 2014. ويرأس النائب السابق بالمجلس التأسيسي صالح شعيب قائمة حزبه «الخيار الثالث» بعد أن كان ترشح سنة 2011 رئيسا لقائمة حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، كما عاد النائب السابق بالمجلس التأسيسي كريم كريفة إلى الواجهة مترشحا عن قائمة الحزب الدستوري الحر، بعد أن كان تقدم لانتخابات التأسيسي سنة 2011 عن قائمة «المبادرة». وجدد النائبان رضا شرف الدين وحافظ الزواري ترشحهما للانتخابات التشريعية ولكن ممثلين عن حزبين آخرين، ويرأس شرف الدين قائمة حزب «قلب تونس» بعد ان كان ترشح سنة 2014 رئيسا لقائمة حركة «نداء تونس»، ويرأس حافظ الزواري قائمة «البديل التونسي» بعد أن كان في 2014 رئيسا لقائمة حزب «آفاق تونس». واختار النائب أحمد السعيدي من جانبه الترشح رئيسا لقائمة «الود» المستقلة، بعد ان خاض الانتخابات التشريعية سنة 2014 رئيسا لقائمة حزب «المبادرة» وحصل على مقعد وكان هو ممثل الحزب في البرلمان المنتهية ولايته. ومثّل النائب والوزير زياد العذاري، رئيس قائمة حركة «النهضة» عن دائرة سوسة «استثناء» في هذا السياق، حيث حافظ على موقعه رئيسا للقائمة وعلى حزبه الذي ترشح عنه سنة 2014، غير أنّ القائمة سجلت غياب منية إبراهيم، التي شغلت مقعدا في المجلس التأسيسي وفي مجلس نواب الشعب في دورته المنتهية، وسجلت أيضا غياب حمادي الجبالي الذي كان رئيسا لقائمة الحركة سنة 2011 وصعد من بعدها لمنصب رئيس الحكومة، قبل أن يغادر الحركة. وقياسا بانتخابات 2014 اختفت أحزاب مثل المبادرة وغابت أحزاب أخرى مثل الحزب الجمهوري وظهرت أحزاب جديدة مثل «تحيا تونس» الذي رشح الوجه الرياضي حسين جنيح رئيسا لقائمته، وحزب «قلب تونس» الذي يرأس رضا شرف الدين قائمته، وحزب «بني وطني» ويرأس قائمته رياض بن أحمد وحزب «مشروع تونس» ويرأس قائمته شكري كريفة، ويُشار إلى أن «تحيا تونس» و»مشروع تونس» و»بني وطني» خرجت من رحم حركة «نداء تونس» التي كانت مسيطرة على المشهد السياسي وخصوصا في دائرة سوسة حيث تمكنت من حصد نصف المقاعد (وعددها 5) في انتخابات 2014. ومن خلال هذا التموقع الجديد لمعظم النواب، تبدو الخارطة السياسية على مستوى دائرة سوسة غامضة ولا يملك أي طرف أسبقية على الآخر، خلافا لانتخابات 2014 التي كان فيها الاستقطاب واضحا بين «نداء تونس» و»النهضة»، ومن المستبعد اليوم، حسب متابعين للشأن السياسي في الجهة، أن تحصل أيّ قائمة على أكثر من مقعدين في البرلمان الجديد، وهو ما يوحي بتحولات جذرية في هوية ممثلي الجهة في مجلس نواب الشعب المزمع انتخابه.