هم تونسيون لحما ودما وجذورا وأصلا وفصلا وملّة هم يعدّون بالملايين. قال في شأنهم الديمقراطيون جدا بالصدقة والوطنيون جدا بالغفلة والحقوقيون جدا بالوكالة ما قالوا. قالوا إنهم فقراء جياع شيمتهم الطمع وعلّتهم في بطونهم. قالوا إنهم كبار السن من مخلفات الجهل والتعاسة قالوا إنهم أميون لا يعرفون كوعهم من بوعهم قالوا إنهم أغبياء من السهل شراؤهم بما كتب من القفّة و«الكردونة» وحددوا لهم جغرافية مواطنهم قالوا إنهم من وراء «البلايك» قالوا إنهم يساقون كالماشية قطعانا بعد العلفة إلى مراكز الانتخاب. ألا فاقتلوهم عن بكرة أبيهم بكل ديمقراطية العصر الحجري يا جهلوت الألفية الثالثة ونظفوا ديمقراطيتكم مما علق بها من بني جلدتكم. نعم هم جياع وما سرقوا يا سراق قوتهم اليومي وعرقهم الدائم وأحلامهم الأبدية. نعم هم أميون لا يفقهون أبجدياتكم النجسة وأحرفها المتفجّرة في ألسنتكم الناسفة. نعم هم فقراء فقرا مدقعا وما سرقوا من سرّاقهم شيئا وما ملكوا من وسخ الدنيا «شيئا سوى وسخ أصابعهم بحبر انتخاباتكم الديمقراطية الموازية. نعم هم كبار السن والصبر يا كبار المرتزقة والعمالة نعم هم كل هذا وذاك وأكثر ولكنهم وراء «البلايك» أبدا يحمون البلاد من الخطر الداهم من أمامها حيث الضباب الذي لا تتعدى فيه الرؤية مستوى أنوفكم وهم على إيمان العجائز بأنكم والديمقراطية خطان متوازنان لا يلتقيان إلا على جلود الأحمر الوحشية والتي إليها ترجعون في الاستحمار الوحشي ورسم خطوطه.