باشر الجيش الأمريكي امس الاثنين بشكل رسمي انسحابه العسكري من شمال سوريا في وقت ارتفع فيه منسوب التصعيد هناك، مع إعلان الرئيس التركي أن بلاده ستشن عملية عسكرية في «المنطقة الآمنة» شرقي الفرات في أي لحظة وفي أي ليلة. دمشق (وكالات) أفادت تقارير ميدانية في سوريا امس الاثنين ، أن الجيش الأمريكي انسحب امس بكامل عتاده وأسلحته من قاعدة تل أرقم في مدينة رأس العين، ونقطة عسكرية أخرى في تل أبيض حتى مساء امس .من جهته، قال مسؤول أمريكي إن القوات الأمريكية أخلت موقعين للمراقبة في شمال شرق سوريا في تل أبيض ورأس العين. قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس الاثنين، إنه حان الوقت لإعادة الجنود الأمريكيين والخروج من هذه الحروب السخيفة التي لا نهاية لها وكثير منها قبلية. وعلق ترامب على قرار إدارته بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، قائلا إنه «من المكلف للغاية الاستمرار في دعم القوات الكردية المتحالفة مع الولاياتالمتحدة في المنطقة التي تقاتل فيها داعش».وقال ترامب في سلسلة من التغريدات عبر صفحته الخاصة على «تويتر» «قاتل الأكراد معنا، لكن تم دفع مبالغ ضخمة من المال والمعدات للقيام بذلك. لقد قاتلوا تركيا منذ عقود».وأضاف: «سيتعين على تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد تحديد الموقف». يأتي ذلك بعدما أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ، أن بلاده ستنفذ عملية جوية وبرية بشرق الفرات في سوريا "لإرساء السلام هناك"، قائلا إنها "باتت قريبة إلى حد يمكن القول إنها ستحدث اليوم أو يوم غد".في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض امس الاثنين ، أن القوات الأمريكية لن تدعم العملية التركية ولن تشارك فيها. وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية (الاكراد) في بيان امس الاثنين، أن القوات الأمريكية لم تف بالتزاماتها وقد انسحبت من المناطق الحدودية مع تركيا، مشيرة إلى "العملية العسكرية التركية في شمال وشرق سوريا سيكون لها الأثر السلبي الكبير على الحرب ضد تنظيم "داعش"، وستدمر كل ما تم تحقيقه من حالة الاستقرار خلال السنوات الماضية".وتعليقا على احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية في شمالي سوريا، صرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الكرملين يأمل أن تلتزم تركيا في جميع الظروف بوحدة الأراضي السورية. وقال بيسكوف ان بوتين لم يبحث مع أردوغان خطط تركيا للقيام بعملية عسكرية في سوريا والكرملين ويأمل التزام تركيا بمبدأ وحدة أراضي سوريا . كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرح بأن القرار بشأن عملية تركية في شمالي سوريا شرق نهر الفرات يمكن أن يتخذ في الايام القليلة المقبلة، مضيفا أن الهدف من هذه العملية سيكون تطهير المناطق السورية الحدودية مع بلاده من قوات الحماية الذاتية للأكراد السوريين واقامة منطقة آمنة تستوعب اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، في حين أن واشنطن أعلنت أن القوات الأمريكية لن تشارك في العملية العسكرية التركية في شمالي سوريا.ومن جانبه حذر الاتحاد الأوروبي امس الاثنين من أي عملية تركية ضد قوات يقودها الأكراد في شمال سوريا، وذلك بعد قرار أمريكي مفاجئ بسحب قوات من المنطقة.