كشف مركز أبحاث أمريكي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان له أطماع في سوريا تتجاوز مجرد إقامة منطقة حدودية آمنة، لتشمل المشاركة في إعادة الإعمار وتحقيق منافع اقتصادية لتركيا. واشنطن (وكالات) وذكر معهد سياسات الشرق الأوسط الأمريكي أن أردوغان يواجه تحديات كبيرة في تحقيق هدفه الأول بإقامة منطقة آمنة على الحدود الشمالية لسوريا، تتمثل بمعارضة قوية من قبل روسياوالولاياتالمتحدة وإيران وسوريا. وقال المعهد، في تقرير نشره أول أمس الاثنين: «إن واشنطن وموسكو تفهمان جيدًا أن طموحات أردوغان تتجاوز مجرد إقامة منطقة آمنة لتشمل أيضًا هيمنة أمنية لتركيا». وأضاف: «أردوغان يريد من شركات الإنشاءات التركية، أن تعمل على تقوية وجودها في سوريا من أجل تعزيز الاندماج الاقتصادي والتجاري بين البلدين». واعتبر التقرير أن هدف أردوغان في المدى البعيد هو تطبيق تجربة تركيا في شمال العراق بفرض نفوذها الأمني والاقتصادي في سوريا، مشيرًا إلى أن أنقرة بدأت تحاول أخيرًا تخفيف لهجتها ضد الولاياتالمتحدة من أجل كسب دعمها لإعمار سوريا. وأكد التقرير أن أردوغان يسعى أيضًا، من خلال تقاربه مع روسيا، أن تدعم خططه لفرض نفوذ تركيا الأمني والاقتصادي في سوريا على المدى البعيد. واضاف التقرير: «إن تركيا الآن تواجه تناقضات عديدة في سياساتها تجاه واشنطن وموسكو، وهو ما يشكل تحديًا غير مسبوق للدبلوماسية التركية، خاصة أنها بالغت كثيرًا في تعاملها مع سوريا أكثر من مرة». من جهة أخرى أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترومب، أرسل إلى الكونغرس الاستراتيجية السريّة لعمل إدارته بشأن الوضع في سوريا. واللافت أنه تم توفير المخصصات لإعداد مثل هذه الوثيقة من قبل ميزانية الدفاع الأمريكية، مما يعني أن هذه الاستراتيجية تتضمن جانبا عسكريا بالتأكيد.ولم يوزع البيت الأبيض نص هذه الاستراتيجية، التي من المرجح أن تظل سرية. و كان ترومب قد أعلن على نحو مفاجئ في نهاية عام 2018 عن قراره بسحب القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا، والتي يبلغ قوامها نحو 2000 ضابط وجندي. واستدعى هذا القرار الذي أثار ضجة في واشنطن، استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس وعدد من المسؤولين الآخرين. وفي فيفري الجاري، أوضحت الإدارة أنها تريد أن تترك حوالي 200 من قواتها في شمال شرق سوريا، وحوالي 200 جندي إضافي في منبج، بحجة «حفظ السلام». بالإضافة إلى جذب مجموعة من قوات الحلفاء الأوروبيين يصل عدد أفرادها إلى 1.5 ألف عنصر، إلى سوريا. بدوره أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الكرملين يتابع باهتمام تطور موقف واشنطن بشأن سحب القوات الأمريكية من سوريا. وقال بيسكوف أمام الصحفيين: «نحن لم نفهم حتى الآن عما يدور الحديث . أنتم تعرفون أنهم أطلقوا عدة تصريحات في البداية، والآن هناك تعديلات جديدة. أحيانا نسمع تصريحات مختلفة من هيآت متنوعة، لذلك نحن نراقب باهتمام كبير ودقيق كيف يتطور موقف الولاياتالمتحدة حيال هذه المسألة ونحلل التصريحات».