بِحُلول 10 أكتوبر 2019 يكون قد مرّ على تجربة معين الشعباني مع الترجي سنة كاملة. هذه السنة كانت حافلة بالألقاب ولم تخل أيضا من المتاعب خاصّة أن رئيس الجمعية حمدي المدب وضع ثقته في إطار شاب وكان لِزاما عليه أن يُقاوم حملات التشكيك ويبرهن في كلّ مقابلة أنه على قدر المسؤولية ولم تصنعه الظّروف والصُّدف. حَصيلة تاريخية على صعيد النتائج يُمكن القول إن حَصيلة الشعباني مع الترجي كانت تاريخية خاصّة أن الجمعية حصدت 4 ألقاب محلية ودولية. والحديث عن البطولة و»السُوبر» المحلي ورابطة الأبطال في مُناسبتين مُتتاليتين وهو مكسب يتحقق للمرة الأولى في مسيرة الترجي وفي تاريخ الكرة التونسية عُموما. وقد كانت الأفراح الترجية مُضاعفة في ظلّ تزامن هذه «الصّابة» الكبيرة مع موسم المائوية فضلا عن الظفر بعائدات مالية ضخمة بفضل التألق اللاّفت في «الشُومبيانزليغ» مع المُشاركة في المُونديال الإماراتي. نقاط ايجابية بالتوازي مع البطولات والكؤوس المحصودة ظهرت العديد من النقاط الايجابية في تجربة الشعباني مع الترجي. فقد نجح الشعباني في تطبيق سياسة «تدوير» الزاد البشري وقام بتشريك قرابة 40 عُنصرا في الموسم الفارط. كما أنه فتح أبواب البروز للشبّان وتمكّن من الرّفع في التَنافس في أغلب المراكز (بن شريفية والجريدي نموذجا). نُقطة أخرى تُحسب للشعباني وهي فرض الانضباط بدعم من الإدارة. وقد نجح الإطار الفني في كسر شوكة العَديد من النُجوم مِثل الشعلالي والبلايلي والماجري وبن صغير...وغيرهم كثير. واقعية كبيرة من الناحية الفنية لم يُقدّم الفريق مع الشعباني عروضا «استثنائية» إلاّ في لقاءات مُعيّنة كما حصل مثلا على هامش اياب نهائي رابطة الأبطال أمام الأهلي (2018). الأداء العَام لم يبلغ مرتبة الاقناع والإبداع لكن النتائج كانت حَاضرة وهي العُنصر الأهم في انتظار تحقيق القفزة المنشودة على صعيد المردود. وقد كانت الواقعية السّمة الأبرز في مسيرة الترجي تحت اشراف لاعبه السّابق معين الشعباني الذي لم يجد حرجا في تعبئة خط الوسط بثلاثة عناصر لهم نزعة دفاعية طالما أن هذا التوجّه يضمن له الخروج بنتيجة ايجابية. وقد حصل هذا السيناريو في المُباريات الخارجية وحتى في رادس على غرار لقاء «مازمبي» حيث تمّ الاعتماد على «كوم» و»كوليبالي» والشعلالي وسط اعتراض المُحلّلين قبل أن يتراجعوا عن موقفهم بعد ازاحة الترجي لخصمه الكونغولي. ومن المُلاحظ أيضا أن الشخصية القوية للشعباني انعكست في أداء اللاعبين. ولاشك في أن نجاح الفريق في قلب الطاولة على «غرّة أوت» والأهلي يُقيم الدليل على أن تلك «الانتفاضة» هي انعكاس للروح العالية لهذا المدافع الذي كان قد عاش أجواء «الريمونتادا» كلاعب (على غرار لقاء الهلال السوداني في 2005). العلاقات العَامة بالإضافة إلى الجوانب الرياضية نجح الشعباني إلى حدّ كبير في إدارة ملف «العلاقات العامة». فقد ربط الرجل علاقات جيّدة مع الجمهور والصّحافة والمسؤولين فضلا عن الانفتاح على قدماء الجمعية. وهذا الأمر افتقده مثلا خالد بن يحيى وعمّار السويح. في انتظار الأفضل في الخِتام يمكن القول إن الشعباني وبقية مُعاونيه حققوا المطلوب لكن جماهير الترجي تريد الأفضل سواء على صَعيد النتائج أوالأداء. ولاشك في أن الإطار الفني الحالي بقيادة الشعباني سيعمل على تقييم عامه الأوّل كمدرب وسيسعى إلى تعزيز المكاسب وتدارك النقائص التي برزت في عدة مُواجهات نستحضر منها لقاء «السُوبر» ضدّ الرجاء ومباراة المُونديال أمام العَين الإماراتي. مسيرة الشعباني مع الترجي (10 أكتوبر 2018 / 10 أكتوبر 2019): بطولة تونس (1) "السوبر التونسي" (1) رابطة الأبطال (2) (منحة بقرابة 14 مليارا) المركز الخامس في مونديال الامارات (منحة بحوالي 4 مليارات) نصف نهائي كأس تونس خسارة "السوبر" الافريقي أمام الرجاء