بعد أن باحت صناديق الاقتراع بنتائجها الأوّلية في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها بصعود المرشح قيس سعيّد إلى كرسي قرطاج تباينت الآراء بين متفائل بهذه النتائج، وبين من يرى أننا مُقبلون على مرحلة مليئة بالمطبّات.. «الشروق» مكتب المهدية: «الشروق» استطلعت آراء الشارع بالمهدية في الورقة التالية. أكد محمد عاطف صفر (محام) أن الناخب التونسي عندما صوّت للمرشح قيس سعيّد بكثافة كان يعرف أن صلاحيات رئيس الجمهورية محدودة، لكنّه أراد توجيه رسالة رمزية ذات دلالات عميقة إلى كلّ الطبقة السياسية بأنه يبحث عن رجل نظيف يقطع مع الفساد المستشري في البلاد، وبأن الخطاب المتعالي عن الواقع المتردّي لا يعنيه. وأضاف أن تصويت أكثر من 3 ملايين ناخب لفائدة قيس سعيّد تعطيه شرعية قويّة مصدرها الشباب، والطبقة المثقفة أساسا حتى يقوم بدوره على أحسن وجه في مكافحة الفساد، والجريمة، والإرهاب، وأن يلعب دور الجامع لكل التونسيين بمختلف انتماءاتهم، وتلويناتهم. ومن جهتها قالت أسماء الشرقي (كاهية مدير وشاعرة) إنها تنتظر من الفائز في استحقاق الرئاسية أن يكون براغماتيا في حكمه، وأمينا على تونس، وعلى ملايين الأصوات التي مُنحت له من خلال العمل على إعادة الهيبة للدولة، وعدم الخضوع لأجندات، و»محاصصات» الأحزاب السياسية. وأشارت الشرقي إلى وجوب الشروع بصفة جدّية في محاربة الفساد الإداري بالتوازي مع مكافحة الإرهاب، والجريمة عبر تدعيم المؤسستين الأمنية، والعسكرية، وإرساء العدل بين الجهات، وإيلاء الفئات المفقرة، والمهمّشة العناية اللازمة عبر إعادة الدور الاجتماعي للدولة. أما يوسف المثلوثي (موظف متقاعد) فقد اعتبر أن من أوكد مهام الرئيس الجديد المحافظة، ودعم الحريات الفردية، والعامة، وحقوق المرأة، ومراجعة منظومات التعليم، والصحة، والثقافة حتى تتمكن البلاد من الخروج من الأزمات التي تتخبّط فيها منذ سنوات. ويرى المثلوثي أن برنامج الرئيس المنتخب يبدو «طوباويا»، وصعب التحقيق على أرض الواقع بالنظر إلى تعقّد المشهد السياسي، والفسيفساء الحزبية التي أصبحت تشكل مجلس نوّاب الشعب، لكنه يتمنّى أن يشاهد سعيّد رئيسا لكلّ التونسيين مهما اختلفت مرجعيّاتهم، ومشاربهم الايديولوجية.