كشفت عمليات العثور على كمية هامة من الهواتف الجوالة المتطورة باسم الثريا التي يستعملها المهربون و الجماعات الارهابية للتنسيق فيما بينهم على الحدود و الجبال عن وجود صفقة لتوزيع هذه الهواتف داخل تونس . تونس الشروق: «الشروق» تكشف تفاصيل عن صفقة هواتف الثريا التي حاول مهربون تونسيون واجانب ادخالها الى تونس لكن تم كشف مخططهم . علمت «الشروق» ان الوحدات الامنية تمكنت من احباط عملية تهريب كميات هامة من هواتف الثريا العاملة عبر الاقمار الصناعية العالمية و التي تستعملها الجماعات الارهابية للتواصل فيما بينها و التي يصعب رصدها من قبل الوحدات الامنية و العسكرية حيث تم مؤخرا تفكيك شبكة تهريب دولية كانت بصدد ادخال هذه الهواتف الممنوعة الى التراب التونسي عبر الحدود التونسية الليبية وقد تم افشال مخطط بيعها الى الجماعات الارهابية المتمركزة بالجبال التونسية بمبالغ مالية ضخمة حيث يبلغ سعر هاتف الثريا الواحد حوالي 15 الف دينار و في هذا الاطار اكد مصدر امني «للشروق» ان المجموعات الارهابية تسعى لاقتناء هذه الهواتف الجوالة الخطيرة وتوزيعها بين ابرز القيادات الارهابية للتواصل مع الجماعات الارهابية اثناء التخطيط لتنفيذ العمليات الارهابية . الصفقة لم تقتصر الاستفادة من هواتف الثريا على الجماعات الارهابية المسلحة فقط بل استفاد المهربون أيضاً من مزاياه في تنفيذ عمليات تهريبهم و التي تستمر أياماً وأحياناً أسابيع خاصة في عمليات تهريب المخدرات والسلاح و حسب ما اكده مصدر «الشروق» فإن مافيا التهريب تتواصل مع الجماعات الارهابية عبر هاتف الثريا الذي يعمل عبر الاقمار الصناعية و لا يمكن رصده او تحديد مسار المكالمة من قبل الاجهزة الامنية بمختلف اسلاكها كما اكد مصدر امني مسؤول ان جل العمليات الارهابية التي نفذت في تونس استعمل فيها الارهابيون هواتف الثريا فيما بينهم و من بين هذه العمليات عملية متحف باردو سنة 2015 حيث تلقى منفذو الهجوم الارهابي التعليمات بتوقيت الهجوم من قبل القيادات الارهابية المتمركزة بجبال القصرين كما يعتمد عليه الارهابيون في ليبيا و تونس في عمليات الاتصال فيما بينهم . و تبين من خلال التحقيقات التي قامت بها اجهزة مكافحة الارهاب ان عناصر كتيبة عقبة ابن نافع و كتيبة جند الخلافة كانوا يستعملون هواتف ثريا للاتصال فيما بينهم حتى لا تتمكن الوحدات الامنية المختصة من كشف مخططاتهم و تنقلاتهم و تم الكشف عن اول عملية اتصال بين الارهابيين بهذا الهاتف اواخر سنة 2012 و تحديدا بداية تكوين خلايا ارهابية في جبال القصرين و الكاف و جندوبة. هاتف الثريا هاتف الثريا الممنوع بتونس هو هاتف مزود بخاصية تنبيه بدرجة اختراق عالية يتيح استقبال المكالمات الواردة عبر نظام الأقمار الصناعية بدون رفع وتوجيه الهوائي يصعب التجسس عليه لأنه يرتبط بشكل مباشر بالأقمار الصناعية و يتم شحنه من خلال الإنترنت باستخدام بطاقات معينة دون ضرورة الرجوع إلى أي من شركات الاتصالات و لا ينقطع بثه في مختلف الأماكن مهما كانت بعيدة عن المدن و يمكن استعمالها بالجبال والصحراء و يبلغ سعره حوالي 15 الف دينار وتستخدم هواتف الثريا في العمليات الإرهابية لعدم إمكانية تحديد موقع المتصل وكذلك لعدم استطاعة الاجهزة الامنية مراقبتها سواءً في تونس أو في أية دولة أخرى وهى تغطي أكثر من 100 دولة في العالم.