أكد السيد محمد كرّو مدير عام المدارس الابتدائية بوزارة التربية والتكوين أنه «يجب ان يكون هناك تعاون يؤدي الى اتفاق نهائي بين مديري المدارس والمدرسين ولا يوجد أي إشكال مطروح في ما يخص مجالس المعلمين» وذلك تعقيبا على تصرفات بعض مديري المدارس السبع الموجودة بمنطقة حي التضامن. وكانت مدارس هذه المنطقة قد شهدت بعض الاشكاليات اثر العودة المدرسية الاخيرة بخصوص مسألتي التنظيمات البيداغوجية ومعلم المجال التي يبدو ان بعض المديرين قد خيّروا فيها التخلي عن مجالس المعلمين في بعض المدارس مستندين ربما الى فهم خاطئ لدليل التنظيمات البيداغوجية للسنوات الخمس الاولى من المرحلة الابتدائية الصادر عن وزارة الاشراف الذي يتضمن حرفيا «اعداد التنظيم البيداغوجي من مشمولات مدير المدرسة وهو مطالب باعداده في ضوء ما يتضمنه هذا الدليل من معايير وضوابط مع استشارة مجلس المعلمين في الغرض». ويبدو ان الخلاف الحاصل انجر عن عدم تناغم طريقتي فهم كل من النقابة الجهوية للمعلمين من جهة والمديرين من جهة أخرى للنص الصادر عن وزارة الاشراف وهو ما جعل نار الخلاف تشتعل في بعض المدارس. وأكد السيد محمد كرّو مدير عام المدارس الابتدائية ان «استشارة مجالس المعلمين واجبة ولانية للوزارة اطلاقا في تغييبه والنصوص التي ضبطت دوره ماتزال موجودة ودوره في غاية من الاهمية خاصة في نهاية كل ثلاثية وهو يساهم في عملية توزيع الاقسام على المعلمين كما هو جار به العمل». أما بالنسبة لتجربة معلم المجال والتي تتمثل في تخصيص معلمين اثنين لكل من السنتين الاولى والثانية أولهما للمواد العلمية وثانيهما للمواد الأدبية والتي تشبثت بها النقابة الجهوية للمعلمين بأريانة على أساس ان نتائجها كانت طيبة بنسبة 89، فان وزارة الاشراف أوضحت بأن بعض المعلمين عبروا عن رغبتهم في القيام بهذه التجربة ولكن التوجيهات البيداغوجية تشير الى ضرورة وجود معلم واحد على أساس ان الدراسات النفسية والبيداغوجية أكدت على انه يجب ان تكون هناك وحدة تكوينية ومتابعة للتلاميذ في اكتسابهم للمعلومات الاساسية، والمعلم الواحد قادر على التعرف على نقاط الضعف وربما يصعب التنسيق بين المعلمين والتجربة مطبّقة ابتداء من السنوات الثلاث. وفي مدارس التضامن عبّر بعض المدرسين عن رغبتهم السنة الماضية في القيام بهذه التجربة ولكن التقييم لم يتم بصفة علمية وطلبوا هذه السنة اعادة نفس التجربة وأذنت الوزارة للمعلمين الراغبين في مواصلة نفس التجربة في نفس المدارس على أن يقع التقييم في نهاية السنة من قبل المركز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية». وأكّد السيد محمد كرو أن الوزارة تشجّع المبادرات الصادرة عن المعلمين على أساس ان الطرق البيداغوجية ليست حقائق ثابتة ويمكن تكييفها.