شهدت العراق أمس الاثنين مظاهرات عارمة وإضرابات في عدة القطاعات. كما قام المحتجون بقطع الطرقات الرئيسية فيما واجه الامن المتظاهرين بالرصاص الحي مما أسفر عن سقوط قتلى في عدة مناطق اضافة الى حدوث اشتباكات بين المحتجين والأمنيين . بغداد (وكالات) في تطور جديد بالمشهد العراقي، حاول آلاف المتظاهرين امس اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة التي تتخذها الحكومة مقرا لها. وامتدت المظاهرات في بغداد امس إلى شارع الرشيد، أحد أقدم شوارع العاصمة. وتمكن متظاهرون من عبور جسر الأحرار، الذي يربط بين جانبَي بغداد، الكرخ والرصافة، في محاولة منهم للعبور نحو المنطقة الخضراء. وتجمّع الاف المتظاهرين قرب مقر الحكومة في منطقة العلاوي وسط بغداد. وبالمقابل انتشرت قوات عراقية بمحيط المنطقة الخضراء ومبنى الإذاعة والتلفزيون. وقالت مصادر طبية عراقية في بغداد وشهود عيان، إنّ ما لا يقل عن خمسة قتلى سقطوا عند بداية جسر الأحرار ووسط شارع الرشيد، من بينهم فتى في السادسة عشرة من العمر. كذلك سقط نحو 30 جريحاً. ووفقاً للمصادر ذاتها، تفرق المتظاهرون داخل الأزقة الضيقة بعد نزول قوات مجهولة ترتدي السواد وبأحذية رياضية حاولت اعتقالهم، مع وصول سيارات إسعاف إلى المكان، وتولي سائقي عربات «التوكتوك» مهمة نقل الضحايا والمصابين أيضاً. ونصب المتظاهرون خياماً لهم في بعض الشوارع التي أغلقوها. بينما واجهتهم قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحيّ لأجل فتح الطرق. ومن جهتها ذكرت مصادر عراقية اتساع رقعة الاضرابات والشلل الحكومي. حيث أن عددا من مدارس وجامعات وكليات بغداد أضربت عن العمل. وإن موظفي وزارة العلوم والتكنولوجيا ومؤسسات أخرى استجابوا لدعوات الإضراب. وفي سياق متصل استعادت قوات الأمن العراقي أمس الاثنين السيطرة على محيط مبنى القنصلية الإيرانية في محافظة كربلاء، بعد مواجهات مع محتجين حاولوا اقتحامها. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر طبية أن ثلاثة متظاهرين قتلوا بالرصاص الحي خلال الاحتجاجات التي تخللتها أعمال عنف بمحيط القنصلية، وأن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي باتجاه متظاهرين حاولوا إحراق مبنى القنصلية. ومن جهة أخرى، قال مصدر أمني إن قوات مكافحة الشغب والشرطة استعادت السيطرة على الأوضاع، مشيرا إلى أن 12 جريحا من المتظاهرين نقلوا إلى المستشفى . وتابع المصدر أن المحتجين رموا القنصلية بزجاجات حارقة. لكن قوات الأمن حالت دون اندلاع حريق في المبنى، لافتا النظرإلى أنه كان خاليا من البعثة الدبلوماسية لحظة محاولة اقتحامه. ورفع محتجون ليلة أمس الاول العلم العراقي فوق جدار مبنى القنصلية الإيرانية. ورشقوا المبنى بالحجارة والزجاجات الحارقة. وتجدّدت في العراق، منذ 25 أكتوبر الماضي، موجة احتجاجات متصاعدة مناهضة للحكومة، نتجت عنها أعمال عنف واسعة خلفت أكثر من 250 قتيلا، اضافة الى آلاف الجرحى في مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن. وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص العمل، ومكافحة الفساد، قبل أن يرتفع سقف مطالبهم إلى إسقاط الحكومة، إثر استخدام الجيش وقوات الأمن العنف المفرط بحقهم. وهو ما أقرته الحكومة. ووعدت بمحاسبة المسؤولين عنه. ومنذ بدء الاحتجاجات، تبنت حكومة عادل عبد المهدي عدة حزم إصلاحات في قطاعات متعددة. لكنها لم ترض المحتجين، الذين يصرون على إسقاط الحكومة.