بعد تعثر النهضة في مشاوراتها مع حركة الشعب والتيار الديمقراطي ،برز تصريح القيادي في النهضة لطفي زيتون كطرح مغاير للمسار الأول الذي اتبعته النهضة ،بعد أن اعتبر ان النهضة اخطأت باقصاء حزبي قلب تونس والدستوري الحر من المشاورات ،فاتحا الطريق لتغيير كل المعادلات . تونس الشروق: اكد القيادي في حركة النهضة لطفي زيتون ان إقصاء الحزب الحر الدستوري، و حزب قلب تونس من مشاورات تشكيل الحكومة « خطأ « و أن اقصاء هذين الحزبين ، يعني إقصاء جزء من التونسيين، وإقصاء الناخبين التونسيين الذين وضعوا ورقة الإنتخاب في الصندوق. لطفي زيتون شدد على انه لم يكن موافقا على هذا الامر في الحركة، قائلا « لقد أخطأنا في عدم اشراك تيار المحبة في 2011 في المشاورات المتعلقة بالحكومة واليوم نعيد نفس الأخطاء"، مضيفا " من هي حركة النهضة حتى لا تتشاور مع ممثلي جزء من الشعب التونسي مهما اختلفنا معهم سياسيا". النهضة ترفض التحالف مع الفساد تصريح لطفي زيتون ، ويشاركه في هذا التصور عدد من قيادات الحركة ،مخالف كليا للتصريحات السابقة لقياديي النهضة الذين تحدثوا مؤخرا عن استحالة التوافق مع قلب تونس والحزب الدستوري الحر، حتى ان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، اكد أن النهضة لن تتحالف مع حزب قلب تونس والحزب الدستوري الحر. الغنوشي أشار أيضا في عديد التصريحات الإعلامية ، أن التحالف غير وارد مع حزب قلب تونس بسبب شبهات الفساد التي تلاحقه، والتحالف أيضا مع الحزب الدستوري الحر غير وارد أيضا بسبب الفاشية التي يتّصف بها هذا الحزب، على حدّ قوله. ماقاله راشد الغنوشي يتماهى كليا مع ماقاله رئيس قلب تونس نبيل القروي الذي شدد في اكثر من تصريح اعلامي على انه لن يتحالف مع حركة النهضة ولن يكون حزب قلب تونس في الحكومة التي ستشكلها. وأضاف القروي «كل من تحالفت معهم النهضة طوال 8 سنوات ، تم تحطيمهم ، يتقربون منه في البداية يغازلونه يضمّونه للتحالف ثم يحطمونه ويمرون لمن بعده ولا يملكون حتى الاخلاقيات للاعتراف بذلك» . الدستوري الحر غير معني الموقف ذاته تبنته رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي التي شددت على ان حزبها غير معني بالحوار والمفاوضات وتشكيل الحكومة والتصويت عليها، بل معني فقط بالمعارضة. وقالت عبير موسى، في تصريحات إعلامية "إن المشهد السياسي القادم سيكون أسير الصفقات والتوافقات التي لا تخدم الشعب التونسي، وسيكون مماثلا للمشهد السياسي الحالي، لتواجد نفس الضبابية والتجاذبات". تصريح لطفي زيتون ليس منفصلا عن الواقع بل يمكن اعتباره مخالفا لتصريحات باقي قيادات النهضة ، وهو تصريح يكشف ما يحدث داخل مؤسسات الحركة من جدل خاصة في سياق فرضية التوافق مع حزب قلب تونس وإمكانية التخلي عن التحالف مع ائتلاف الكرامة النهضة وقلب تونس وتحيا تونس مضمون التصريح يتقاطع أيضا مع معطيات أخرى ،منها ماقاله الخبير الاقتصادي عبد القادر بودريقة الذي اكد ان معدل التوافق بين برنامج النهضة الحكومي والأحزاب السياسية الأخرى يبين أن الأحزاب السياسية الثلاثة التي يمكن أن تحكم معا ،هي النهضة ، تحيا تونس وقلب تونس. وبين أن حركة النهضة ضمّنت 60 بالمائة فقط من برنامجها الانتخابي في البرنامج الحكومي وفسر أن أعلى توافق مع البرنامج الحكومي للنهضة هو برنامج قلب تونس بنسبة 64 بالمائة وتحيا تونس بنسبة 46 بالمائة. فمن بين 113 اقتراحًا للنهضة ، لا يوجد سوى 7 نقاط توافق مع ائتلاف الكرامة. بمعدل توافق يصل الى 17 بالمائة ،أما التيار الديمقراطي فنسبة التوافق معه تصل الى 40 بالمائة. اما بالنسبة لحركة الشعب ، هناك 13 اقتراحًا مشتركا مع برنامج النهضة أما الدستوري الحر فإن معدل التوافق هو الأدنى ، مع اقتراح واحد فقط يتفق عليه الطرفان. مشاورات تحت الطاولة بين النهضة وقلب تونس قال الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي في تصريح اعلامي « اعتقد أن قلب تونس هو الأقرب لحركة النهضة، خاصة في التوجه الاقتصادي الليبرالي»، وأشار الأمين العام لحركة الشعب، أن النهضة أطلقت شعارات من قبيل أتها لن تتعامل مع حزب قلب تونس باعتباره رمزا للفساد بحسب وصفها، قائلا، «نأمل أن تفي النهضة لشعاراتها «. وأكد المغزاوي في ذات السياق، أن هناك مشاورات تحت الطاولة بين قلب تونس وحركة النهضة، وما يتداول في الاعلام مجرد مناورة وبحث عن الحلول قال عضو المكتب السياسي لحركة النهضة عبد الله الخلفاوي ان «السياسي ليس مغنية او راقصة يرقص حسب أهواء المتفرجين.. بل هو ادارك للحاضر واستشراف للمستقبل « وأضاف عبد الله الخلفاوي في مناصرة لما طرحه زيتون من افكار «لطفي زيتون صاحب خيار مبدئي وواضح و هو سلوك تفتقره كثير من النخب السياسية والتي ترفع شعار ميحي مع الارياح «