بعد خمسة أيام من الورشات والعروض المسرحية اختتمت فعاليات الدورة الأولى من المهرجان الوطني للمسرح بسوسة بندوة حول مراكز الفنون الدرامية والركحية. مكتب الساحل (الشروق) الندوة ترأسها سامي النصري مدير قطب المسرح والفنون الدرامية بمدينة الثقافة بحضور المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بسوسة الشاذلي العزابو وبعض مديري مراكز الفنون الدرامية والركحية بالولايات وبعض المسرحيين. وتحاور الحاضرون حول دور هذه المراكز وشروط نجاعتها وأهم الانتظارات منها وأجمعواعلى وجوب توفر الظروف الملائمة من إمكانيات مالية واستراتيجية عمل وتشريك أصحاب الخبرة وتشجيع الشبان وتكثيف التكوين. وأكّد المسرحي كمال العلاوي ضرورة "تشريك كل المغرمين بالمسرح وأصحاب التجارب دون التقيد بأصحاب بطاقات الاحتراف مما قد يفتح المجال للاحتكار والإقصاء" وطالب العلاوي بتركيز لجنة تفكير مستمرة تطرح القضايا المهمة وتقترح وتكون وتخطط ". ودعّم رأيه لطفي بن صالح مشيرا إلى أن "غلق الأبواب أمام الهواة قد يجعل الأعمال المسرحية تدور بين مجموعة دون غيرها مما يفرض فتح الأبواب للمسرحيين حسب المشاريع والأفكار"، وقال وائل الحاجي مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بسيدي بوزيد "لو يبقى أهالي سيدي بوزيد دون مشاهدة مسرحيات لأشهر لا أحد منهم سينزعج لذلك، لا بد من تواجد أرضية تفاهم وتعميم المراكز في كل الولايات التونسية لا بصفة إعتباطية بل هناك من المسرحيين من دافع من أجل تحقيق ذلك وهي خطوة إيجابية لافتكاك حقوق أخرى من دعم وغيرها". وأكّد مراد بوهلال على التكوين وإيلائه الأهمية الكبرى دون تهميش أو استنقاص وفق تخطيط محكم وأهداف ومعايير مضبوطة حسب قوله، وأضاف أنّ "العديد من المسرحيين تكوينهم هش ولا بد من التنويع في المدارس المسرحية والتشجيع على التكوين في المجال التقني بحكم ارتفاع كلفة التقنيين عند عرض عمل مسرحي حيث أصبح التقني يتحكم في دار الثقافة دون رقيب أو حسيب"، وفق تعبيره. وأشار حاتم حشيشة رئيس مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس إلى احتراز بعض المسرحيين من التكوين وهذا راجع حسب تقديره إلى "بعض العقد التي يجب أن تمحي فالتكوين هو الأساس في الممارسة المسرحية" حسب قوله، وأكّد حشيشة ضرورة تنظيم تربصات وورشات في ظل ما يعانيه المسرح من إشكاليات وضبط استراتيجية محكمة وتوحيد الأهداف في مختلف المراكز. ودعا الشاب مراد مطير إلى ضرورة فتح الأبواب أمام الشباب المغرم دون شرط وقيد وتوجه إلى مدير مركز الفنون الدرامية بسوسة متسائلا "أنا كشاب مغرم بالمسرح كيف سيفتح لي الطريق ومن سيقوم بذلك فإن لم أجد مساعدا فسأفتح الطريق بنفسي"، فيما اعتبر رؤوف الجربي بأن التكوين يجب أن يكون في صلب المشروع المسرحي المقدم وله صلة به بعيدا عن التكوين الهامشي. وتساءل طارق الزرقاطي بدوره قائلا "كيف ستُدار هذه المراكز بمثل تلك التمويلات حيث لا تكفي ميزانية مركز واحد لإنتاج عرض مسرحي محترم"، واعتبر سامي بن نصر أن "كل هذه التساؤلات مشروعة وأن المسرح كان ومازال وسيلة مقاومة، ومراكز الفنون الدرامية تعتبر مكسبا مهما للمسرحيين وستتحسن ميزانياتها وهناك صيغ أخرى للتعامل من أجلها أن تخرج هذه المراكز من كل ضائقة مالية حسب قوله. وأضاف أنّ "القطاع المسرحي يحتاج إلى تنظيم قانوني وهيكلي وإداري ولا بد من التفكير في المسألة الإبداعية التي تقلصت وأن تتحول المقاربة إلى الإبداع"، ووجه مدير مركز الفنون الدرامية بسوسة سمير السايح رسالة طمأنة لكل مسرحيي الجهة بأن يكون المركز مفتوحا لكل الاقتراحات والمشاريع المسرحية والتكوينية من خلال عمل تشاركي"،. وقد عرفت الدورة الأولى من المهرجان الوطني للمسرح بسوسة ارتباكا في البرمجة وسوء تنظيم وسطحية في الفعاليات بالاعتماد على نفس الأشخاص في مختلف التظاهرات فيما غاب العديد من الوجوه المسرحية من الجهة والذين عبروا ل "الشروق"عن استيائهم من وضعية الإقصاء التي يتعرضون إليها حسب وصفهم منهم مراد كروت ومحمد دغمان وغيرهما.