يشهد الموسم الفلاحي الحالي نسقا مطردا حيث انطلق الفلاحون في تحضير الأرض استعدادا لانطلاق موسم بذر الحبوب وقد فاقت نسبة الحراثة حدود 50 % وذلك تزامنا مع تسجيل كميات طيبة من الأمطار باجة (الشروق) سجلت مختلف معتمديات الولاية خلال شهري سبتمبر وأكتوبر نزول كميات معتبرة من الأمطار مما سهل على الفلاحين مهمة تحضير الأرض والحراثة حيث شملت تقنية الحراثة العميقة بالأراضي البعلية مساحة 50 ألف هكتار في حين تغطي عملية المعاودة الأولى والثانية 218 ألف هكتار حيث فاقت نسبة الإنجاز إلى حد الآن 50 % . ومقارنة بموسم الزراعات الكبرى للموسم الماضي والذي عرف برمجة 208 ألف هكتار تم خلال الموسم الفلاحي الحالي زيادة في المساحات المخصصة للبذر ب 3 آلاف هكتار ليصل مجموعها إلى 211 ألف هكتار وقد استأثرت مساحة الحبوب النصيب الأوفر منها ببلوغها 138.500 هكتار تليها الأعلاف الخريفية والصيفية ب 45.500 ألف هكتار والبقول الجافة (18 ألف هكتار) ثم الزراعات الصناعية (9 آلاف هكتار) وقد شرع الفلاحون في عملية بذر الأعلاف الخريفية لتتجاوز حاليا 50 هكتارا وهي متواصلة بنسق سريع تزامنا مع نزول كميات جديدة من الأمطار . 100 ألف قنطار للبذور الممتازة تبلغ حاجيات الجهة من البذور الممتازة 100 ألف قنطار وقد سجلت بذلك زيادة ب 19 ألف قنطار عما كانت عليه خلال الموسم الفلاحي 2018 / 2019 موزعة بين 90 ألف قنطار قمح صلب و5000 قنطار قمح لين و3000 قنطار شعير و2000 قنطار تريتيكال . وخلافا للمواسم الماضية لم يقع تسجيل تأخير في عملية تكثيف البذور قبل انطلاق موسم البذر مما سمح للفلاحين باقتناء حاجياتهم منها . وبخصوص حاجيات الجهة من الأسمدة فقد عرفت بدورها ارتفاعا مهما ب 110 ألف قنطار لتصل خلال الموسم الحالي إلى 685 ألف قنطار منها 500 ألف قنطار " أمونيتر " و160 ألف قنطار " دي . آ . بي " و25 ألف قنطار " سوبر 45 " وقد بلغت نسبة تزويد الفلاحين بمادة " دي . آ . بي " ما يقارب 30 % . ولضمان إنتاج جيد وتفادي تشكيات الفلاحين من نمو الأعشاب الضارة وظهور عدد من الأمراض الفطرية ومن فاعلية الأدوية في القضاء عليها برمجت مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بباجة مداواة الأعشاب الضارة ذات المفعول المزدوج على مساحة 110 آلاف هكتار في حين ستشمل هذه عملية 28 ألف هكتار للقضاء على الأعشاب ذات المفعول الواحد . أما برنامج مقاومة الأمراض الفطرية فسيشمل مساحة 100 ألف هكتار . تمويلات بقيمة 16 مليارا تبلغ حاجيات موسم الزراعات الكبرى بالجهة من القروض والتمويلات ما قيمته 16 مليون دينار حيث ستتولى عدد من مؤسسات التمويل التدخل لمساعدة 1050 من متوسطي وصغار الفلاحين على تمكينهم من قروض بنكية مباشرة لمجابهة ارتفاع مستلزمات الإنتاج وهي موزعة بين 13.8 مليون دينار كقروض مباشرة و 1.1 مليون دينار خاصة بالجمعيات و500 ألف دينار من البنك التونسي للتضامن و450 ألف دينار قروض بنكية مؤطرة إضافة إلى 150 ألف دينار كقروض من موارد الدولة . الإرشاد الفلاحي في الموعد من أجل تحديد الحاجيات الحقيقية للأرض من الأسمدة بما يساهم في الضغط على الكلفة ويقلل من النفقات على الفلاحين ويثمن الموارد المائية المتاحة بالجهة وضعت خلايا الإرشاد الفلاحي برنامجا إرشاديا للإحاطة بالفلاحين في جميع المراحل الزراعية وذلك بتخصيص 60 يوما إعلاميا و 3200 تدخل مباشر بالضيعات الفلاحية حيث سيتم التركيز على مواضيع تهم تحليل التربة والتداول الزراعي واختيار الأصناف والبذور الممتازة وتقنيات غراسة الأشجار المثمرة وترشيد استعمال المبيدات والتأمين الفلاحي وحماية المحاصيل الزراعية من الآفات . أزمة مبيد «سوبر 45» تتواصل رغم كل الاستعدادات التي قامت بها مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية والأطراف المتدخلة لإنجاح الموسم الفلاحي فإنه سرعان ما طفحت على الساحة إشكالية تزود الفلاحين بالأسمدة والتي تهم مادة " سوبر 45". وقد أقر شكري الدجبي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بباجة بغياب تام لهذه المادة وخاصة بمعتمديتي نفزة وتبرسق وذلك نتيجة غلق المصنع المنتج لها مما فرض على الفلاحين التوجه نحو استعمال مادة "دي .آ .بي " إلا أن الكميات المتوفرة بمراكز التجميع لم تتجاوز حدود 5 % من حاجيات الجهة . وأشار إلى أن الاتحاد الجهوي يعمل على تشجيع الفلاحين على اقتناء البذور الممتازة وذلك لضمان مردود جيد للصابة حيث تم إلى حد الآن اقتناء نصف حاجيات الجهة منها . ولإنجاح موسم الزراعات الكبرى بالجهة تم التأكيد على ضرورة قيام الفلاحين بتحليل التربة قبل عملية البذر لتحديد نسبة المواد العضوية في التربة وكميات الأسمدة الفوسفورية الواجب نثرها إضافة إلى حثهم على استعمال البذور الممتازة بنسبة 20 % على الأقل من حاجياتهم وتشجيعهم على اعتماد البذور الذاتية وتثمينها وإحكام استعمال المدخلات الفلاحية وتوسيع مساحات البقوليات من أجل تداول زراعي سليم خاصة بعد إقرار وزارة الفلاحة قبول الفول المصري بأسعار مرجعية .