تونس (الشروق) للحديث عن ذكريّات المُربّين وإبراز خصُوصيّة رسالتهم النبيلة نستضيف في هذا العدد السيد بدر الدين الزواري الذي افتتح حديثه بالقول بأنّه أحيل على الشّرف المهني منذ 01 جويلية 2018 برتبة أستاذ أوّل فوق الرتبة بعدما قضى 34 سنة في التدريس. وعن طبيعة انتسابه لقطاع التعليم أكّد «سي بدر الدين» بأنه بعد تخرّجه من المدرسة العليا للتعليم التقني بتونس اختار بصدفة «الحاجة» للوظيفة مهنة التدريس بالمرحلة الابتدائية بعيدا عن التعالي لتأمين انطلاقة حياته الاجتماعيّة وذلك خلال السنة الدراسيّة 1985 - 1986 بمدرسة المباركة بسيدي ثابت وانتقل تباعا للعمل بمدارس بجاوة 2 والفتح - النجاة - الورد 2 بواد الليل إلى جانب مدارس سيدي عمر بالكرم - قرطاج حنبعل وآخرها مدرسة قرطاج حنبعل بيرصا التي أكمل فيها مشواره المهني إلى غاية التقاعد. ونبشا في الذاكرة استحضر المربي بدر الدين الزواري أهمّ ذكريات محطاته المهنية المتنوّعة و خصوصيّة بدايته في تدريس العلوم والمواد المبرمجة باللغة العربية لتلامذة أقسام الثامنة التي تتكوّن عادة في تلك الفترة من الرّاسبين في السنة السادسة ابتدائي وذلك في تقاطع صعب مع اختصاصه «الثانوي» التقني الذي يقوم على اللغة الفرنسية. ولتخطّي هذا «المأزق» كرّس جهُوده للاجتهاد والمثابرة في البحث والتدقيق لتطويع الاختصاص الدراسي بما يتجانس ومتطلّبات الدّرس للرّفع من مُكتسباته المهنية بدعم من زملائه وبالحرص الذاتي على متابعة الدورات التكوينية للاستفادة منها بيداغوجيا خصوصا. وهذا الانتصار لتطوير القدرات وتجديد مهارات فنّ الخلق والابتكار علميّا وبيداغوجيا كان هاجسا إيجابيا طيلة حياته المهنية واقترانه بنشر المعرفة الخلاّقة في صفوف تلامذته إلى جانب الحرص على التفاعل بسماحة التوادد في محيطه المهني والاجتماعي من خلال خلق علاقات انسانية متوازنة تصادفه تبعاتها الرفيعة في حياته العامّة خلال تقاعده وبمقابلات حارّة مع زملائه وتلامذته وأوليائهم السابقين ممّن يغمرونه بفضائل العرفان والمودة واستحضار الذكريات بكلّ حبّ. وختم حديثه بالقول بأنه يستمتع بتقاعده النشيط من خلال توليه الكتابة العامّة للجمعية التونسية لمصائف وسياحة الشباب التي مكّنته من مواصلة خدمة مختلف الفئات العمرية وتجديد الاحتفاء بهوايته الأصلية التي تقوم على السفر حول العالم إلى جانب استعادة ممارسة «احترافية» هواية الفنّ التشكيلي بهدف العودة إلى أروقة المعارض بمثل معارضه السابقة بالحمامات ومالطا وإسبانيا لمقاومة ملل إضاعة الوقت وتبعاته النفسية والصحيّة خصوصا.