تونس (الشروق) السيد الشاذلي الشاكر بنجدو أستاذ أوّل مميّز متقاعد أواخر ديسمبر 2017 بعد مسيرة مهنيّة تواصلت على امتداد 31 سنة خلت قضاها في التدريس بالمرحلتيْن الابتدائيّة والثانويّة. وفي لقاء معه أكّد ل»الشروق» بأنّ حكايته مع الدّراسة والتّدريس كانت متنوّعة المحطّات بتأثير قناعات وطمُوحات ذاتيّة والتي انطلقت بمباشرة التّدريس سنة 1979 الى غاية سنه 1985 بالمدرستيْن الابتدائيتيْن «فوفي البعث» وقرية الإعتزاز بمنزل بوزيان. وأضاف السيد الشاذلي بأنّه غادر البلاد لمُواصلة دراسته الجامعيّة بسوريا وتخرّج سنة 1992 من كليّة الآداب قسم اللّغة الفرنسيّة وآدابها بجامعة حلب. وبالعودة لأرض الوطن باشر التدريس بالمعهد الثانوي بالكريب من ولاية سليانة لمدّة 4 سنوات ثمّ انتقل للعمل بالمدرسة الإعداديّة بمنزل بوزيان من سنة 1996 الى غاية احالته على الشرف المهني سنة 2017. وتابع «سي الشاذلي» حديثه بالقول بأنّ هذه المحطّات المتنوّعة في الدّراسة والتّدريس بالداخل والخارج مكّنته من سعة الاطلاع والاحتكاك بالتجارب المهنيّة والاستفادة منها وتوظيفها في تنمية مهاراته وتجربته التدريسيّة لصالح تلامذته بوعي تعليمي وتربوي واجتماعي. وكرّس قناعاته وطمُوحاته للرقيّ بالمستوى العام للتلامذة والحرص على تكريس ثوابت المعرفة والمنهجيّات في تقديم الدّروس من أجل تحصيل الاستفادة النوعيّة وانخراط التلامذة في مادّة الفرنسيّة بعيدا عن التبرّم. هذا الى جانب الحرص الجادّ على خلق قاعدة علاقات بشرية ومهنيّة واجتماعيّة يسُودها الاحترام والتفاعل الإيجابي. وعن أهمّ ذكرياته التي يعتزّ بها أكّد الأستاذ الشاذلي بأنه يفتخر خصُوصا بمُمارسته التدريس إلى جانب ثلّة من تلامذته السّابقين في نفس الإعداديّة بعد تخرّجهم الجامعي ضمن مسارات ترابط الأجيال بين المربّين في تكامل نوعي إضافة إلى العرفان بالجميل لكثير من التلامذة ممّن يُلاقيهم في الحياة العامّة بعديد المواقع وخصوصا منها المهنيّة ويستوقفونه بكلّ حبّ لاستحضار الذكريات في رحاب القسم. وبخصُوص كيفيّة قضاء حياته اليوميّة في سنّ التقاعد أكّد الشاذلي الشاكر بنجدو بأنّه كان متحضرا مُبسقا نفسيّا واجتماعيّا لهذه المرحلة من خلال تجديد الانخراط في هواياته السّابقة وذلك بمُواصلة كتابة الشّعر باللّغتيْن العربيّة والفرنسيّة والقصّة القصيرة ونشرها بالمجلاّت المُختصّة والجرائد بالدّاخل والخارج إضافة الى الاهتمام بالترجمة وقضاء أكثريّة الوقت في المطالعة المتنوّعة لتنمية الثقافة الذاتيّة وذلك بعيدا عن الانغلاق الاجتماعي والثقافي خصوصا لإيجاد توازن في الحياة اليوميّة لإبعاد كابوس الرُوتين والملل واهدار الوقت في الرّاحة الجامدة.