تمت اول امس الاثنين لقاءات ثنائية جمعت رئيس حركة النهضة بقيادات من حزبي التيار الديمقراطي وحركة الشعب وتم خلالها التعرض لملف المشاورات التي ازدادت تشابكا بعد دخول محور مضاف على تشكيل الحكومة ويتعلق برئاسة البرلمان . تونس الشروق : المشاورات لم تشهد تقدما كبيرا بل لعلها ازدادت تعقيدا بعد ان طالب حزبا التيار وحركة الشعب بالاشتغال على الملفين على حد سواء أي حزمة واحدة تم التاكيد فيها على ضرورة الكشف عن اسم الشخصية التي ستقدمها لرئاسة الحكومة والاتفاق حولها مع وضع اشتراطات تتعلق بالكفاءة وعدم التعامل مع وجوه محسوبة على نظام ما قبل الثورة وغيرها من الضوابط الكثيرة ثم بعد ذلك يتم الاتفاق المفصل على المواقع الحكومية وعلى تركيبة البرلمان وما يمكن التفويت فيه في اطار النظرة الشاملة لحكومة الائتلاف المفترضة . ترابط المسارات حزبا التيار وحركة الشعب شددا على ان موافقتهما على التصويت لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وسحب ترشح القيادي عازي الشواشي من السباق مرهونة بالاتفاق حول كامل الملف برمته حكومة وبرلمانا وان لم يكن الامر كذلك فلا التزام حول شيء . وقد حاول فريق النهضة طمأنة الحزبين بان هناك توجها للتنازل في حدود ما يسمح به الدستور ، أي ان تعين النهضة رئيسا للحكومة ولكن مع مراعاة ان يكون توافقيا ولا حاجة حزبية لفرض اسم غير مقبول لدى الاطراف الشريكة .ورغم انه لم يتم تحديد اسماء غير ان التوجه نحو خيار متفق عليه يعني امكانية الموافقة على شروط يدفع اليها الحزبان ولو كان الاشتراط منقوصا او مصنفا ضمن انصاف الحلول . اتصالات موازية رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لم يكتف بهذين اللقاءين بل تعداهما الى الاتصال بحزب قلب تونس وتبدو المشاورات قابلة للحلحلة وفتح قناة مشاركة في الحكومة ولو بأقدار صغيرة تتيح التقدم في الملفين النيابي والحكومي ، وقد التقى الغنوشي مساء امس اعضاء كتلة حركة النهضة في البرلمان القادم اولا حتى ينظم الصفوف ويضمن الانضباط وثانيا حتى يضعهم في صورة المشاورات الواقعة بين الاطراف السياسية وقد ابدى ارتياحا كبيرا لمجريات اللقاءات وطمأن الاعضاء على سلامة الخطوات المقطوعة . حركة النهضة تبدو في حال افضل مما كانت عليه خلال نهاية الاسبوع الماضي بعد ان مكن القرار الذي اصدره مجلس الشورى من فتح قناة تمر منها التوافقات الممكنة بالتنازل قليلا في اتجاه ما يطرحه حزبا التيار الديمقراطي وحركة الشعب وستكون الجلسة الافتتاحية للبرلمان اختبارا حقيقيا لما قد يعقبه من تعامل قد يتواصل لسنوات داخل الحكومة اذا بنيت اول لبنة للثقة بين جميع الاطراف وقد ينقطع وربما الى الابد اذا انكشفت المروج بعد ان تذيب الشمس الثلوج .