ارتفعت نسبة المصابين بمرض السكري في تونس الى 15 بالمائة وفق ما صرّح به ل"الشروق" المختصون بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسكري الموافق ل14 نوفمبر من كل سنة. تونس (الشروق): وقد ذكرت تقارير طبية انه بالإمكان الحد من 80 بالمائة من حالات الاصابة بالمرض أو تأخيرها من خلال التشخيص المبكر للمرض واعتماد غذاء متوازن وممارسة الرياضة بصفة منتظمة وتوخي نمط حياة صحي مع تجنب "الستراس" والضغوطات النفسية. دور أسرة المريض ويعد مرض السكري من أمراض العصر المنتشرة في تونس وفي باقي دول العالم ويذكر أن السكري هو مرض مزمن يحدث عند زيادة تركيز السكر في الدم ويتخذ صنفين الصنف الأول والثاني. وقد اختارت تونس هذه السنة شعار «التثقيف العلاجي لمرضى السكري وعائلاتهم» للاحتفال باليوم العالمي لمرضى السكري وذلك للتأكيد على أهمية الدور الفاعل والإيجابي بين مرضى السكري وأسرته الى جانب دور الإطار الصحي المكلف بالإشراف على علاج المرضى ومتابعتهم، وإبراز أهمية دور العائلة في انجاح الرعاية والعلاج وضمان التعايش مع المرض والتوقي من مضاعفاته الخطيرة. ويعتبر التثقيف العلاجي مقاربة اساسية ترتكز على عدة تدخلات لها علاقة بإكساب مرضى السكري وعائلاتهم المعلومات والمعارف الاساسية للتعامل الايجابي مع المرض، وذلك بالإرشاد والتوجيه حول المرض والعلاج والمتابعة ليتمكن المرضى من تجنب المضاعفات والتمتع بالحياة بصفة طبيعية. وتتمحور تدخلات التثقيف العلاجي لمرضى السكري وعائلاتهم حول التعرف على مخاطر المرض وسبل التوقي منه عبر تحسيس المريض ومحيطه بأهمية الالتزام باعتماد نمط عيش سليم وتساهم مشاركة الاسرة في اعتماد نشاط رياضي يومي واكلات صحية تعتمد أساسا على الخضر والتقليص من الخبز والمعجنات والحلويات عموما في تشجيع المريض على التخلص من الشعور بأنه يقدم تضحيات يومية ذلك ان انخراط كل العائلة في نسق حياة صحي يومي قد يحمي بقية أفراد الأسرة من مخاطر الإصابة بأمراض عديدة ويسمح للمريض بالتعافي تدريجيا. و يتركز التثقيف العلاجي لمرضى السكري على أهمية الالتزام بالعلاج الدوائي وأخذه في مواعيده، و إشراك العائلة في الاحاطة بالمريض من الناحية النفسية والرعاية والمتابعة، واكساب المريض والعائلة المهارة اللازمة للمتابعة الذاتية لقياس نسب السكري في الدم والتعامل مع الدواء.كما يشمل اهمية متابعة المرض والعلاج من خلال الالتزام بالمواعيد المحددة مع الطبيب المباشر. ومن بين الأنشطة المبرمجة بمناسبة هذا اليوم العالمي تنظيم يوم وطني مفتوح باحد الفضاءات الكبرى بالعاصمة يوم 17 نوفمبر الجاري لتقصي السكري لدى العموم، وتحسيس وتثقيف مرضى السكري وعائلاتهم حول المرض وعلاجه وسبل التوقي من مضاعفاته بالاضافة الى تخصيص يوم للرياضة كوسيلة أساسية في مقاومة المرض وحملات تحسيسية في عدد من الجهات. الفئات المستهدفة وتشير الدراسات التي وقع إنجازها خلال السنوات الماضية أن مرض السكري ينتشر لدى الفئات العمرية التي تتراوح بين 40 و 60 سنة بنسبة 35 بالمائة، وفي خصوص انتشار هذا المرض في الدول العربية فان دول الشرق الأوسط في المراتب الاولى تليها مصر ثم تتفاوت مراتب باقي الدول وتعد الوقاية في هذا المجال مهمة اذ انه بالامكان في حال توفرها إنقاذ 80 بالمائة من الاصابات بالسكري او على الاقل تأخير ظهور المرض أما العلاج الأساسي للسكري فيتمثل أساسا في اعتماد نظام غذائي سليم وصحي بالاضافة الى ممارسة الرياضة وتعويد الأبناء منذ صغر سنهم عليها إذ تعد الرياضة من أهم أسس الوقائية لمقاومة المرض اذ تشير التقديرات أنه بسبب اعتماد التونسي على نمط حياة غير صحي بالاضافة الى تصاعد ضغوطات الحياة وانتشار "الستراس"فقد توقعت بعض الاوساط الطبية أن يرتفع انتشار مرض السكري في بلادنا الى 26 بالمائة في سنة 2024 ويشار إلى أن العلاج الأساسي لمرض السكري يتمثل في الوقاية منه و تحسيس العائلة بضرورة اتباع نظام غذائي مناسب وتقديم الإحاطة النفسية لمرضى السكري و تثقيفهم علاجيًا خاصة وأن 50 بالمائة تقريبا من مرضى السكري لم يقوموا بتشخيص ولا يعلمون أنهم مصابون بهذا المرض الذي يمكن الوقاية منه بممارسة نشاط بدني بصفة دورية والحفاظ على أكلة متوازنة غذائية. ويمثل اليوم العالمي للسكري الموافق ل 14 نوفمبر من كل سنة فرصة للتوعية والتحسيس بسبل تجنب الإصابة بهذا المرض و التعامل معه واللافت في هذا المرض في السنوات الاخيرة انه لم يعد حكرا على الكهول بل طال الأطفال الذين تواترت إصاباتهم بسبب العادات الغذائية السيئة وتناول الوجبات الدسمة خارج المنزل والأكل أمام التلفاز أو شاشة الهاتف مما جعلهم عرضة للسمنة بالاضافة الى قلة الحركة وتناول لمجة تجارية متكونة من كايك او عصائر مشبعة بالدهون والسكريات بدل استبدالها بالخضر والغلال او الاكلات التقليدية على غرار البسيسة والدرع بالاضافة الى دعوتها الى الاكتفاء بثلاث وجبات يوميا بالنسبة إلى الأطفال . الدكتور فوزي عز الدين طب عام ل«الشروق» الرياضة لساعة يوميا تقي من مرض السكري ذكر الدكتور فوزي عز الدين أنه على عكس ما يعتقده الكثير من المرضى يمكن تجنب المرض بالسكري أو تأخير الاصابة به وذلك بالتقليل من تناول السكريات ذلك أنّ تناول الأطعمة ذات المحتوى العالي من السكر يتسبب في زيادة خطر المعاناة من مرض السكري وذلك لأنّ هذه السكريات تتسبب في ارتفاع معدلات السكر في الدم فيُجبر الجسم على إفراز المزيد من الانسولين وتعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وبشكل متواصل من العوامل الهامة للسيطرة على مستويات السكر في الدم مضيفا أنه عاين تحسن وضع أحد المرضى كان يعاني من السكري بعد اقلاعه عن التدخين وانخراطه يوميا في الرياضة لمدة ساعة مما جعل طبيبه يخفض من العلاج الى أدنى مستوياته ذلك أن الرياضة تقلّل من خطر المعاناة من مرض السكري وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من الإصابة بمرحلة ما قبل السكري.كما دعا الدكتور الى التحكم في الوزن وتجنب السمنة اذ ثبت أن زيادة الوزن أو السمنة يمكن أن تتسبب في زيادة خطر الإصابة بالسكري، وخاصة إذا كانت هذه الزيادة ناتجة عن تراكم الدهون في منطقة البطن، إذ تُحفّز هذه الخلايا الالتهابات في الجسم وكلّما تمّ إنقاص الوزن الزائد بشكلٍ أكبر تقل معدلات السكر في الدم بشكل ملحوظ كما دعا الدكتور ايضا الى الإقلاع عن التدخين لأنه يزيد من عديد المخاطر الصحية المحفزة لمرض السكري.