جعلت تونس من اليوم العالمي لمرضى السكري فرصة لإطلاق جملة من الفعاليات والاحتفالات بغية تأكيد ضرورة ترسيخ ثقافة غذائية سليمة لدى المراهقين والأطفال وتشجيعهم على تعاطي الأنشطة البدنية بصفة منتظمة لتفادى الإصابة بالمرض ، و تحمل احتفالات هذه السنة شعار مرض السكري من النوع الثاني لدى الأطفال والمراهقين ومن المنتظر أن يتيح هذا الاحتفال الذي سيقام في عدد من محافظات البلاد فرصة للدعوة إلى إتباع نمط عيش سليم والتعريف بإمكانيات العلاج المتوفرة للمرضى وحث العائلات وأولي الأمور على التقصي المبكر للمرض وتفادى مضاعفاته إلى جانب تجذير عقلية التثقيف والوقاية. ووضعت تونس برنامجا يسمى"البرنامج الوطني لرعاية المرضى المصابين بالسكري وارتفاع ضغط الدم" وتهدف من خلاله إلى تحسين التشخيص المبكر وتامين المتابعة المنتظمة للحالات لضمان استمرارية العلاج. ويرتكز البرنامج على دعم التثقيف الصحي بتوفير الدعائم التوعوية الملائمة وتشريك وسائل الإعلام والمجتمع المدني في حملات التحسيس علاوة على تعزيز التكوين والتخصص وتوفير الوسائل الضرورية لتأمين التكفل والإحاطة الناجعة بالمرضى المزمنين. وتشير البيانات الرسمية إلى أنّ نسبة انتشار مرض السكري من النوع 2 تقدّر بحوالي 10 بالمائة ،وبينت الدراسات التي أنجزت حول صحة المتمدرسين أن ثلث المراهقين يتبعون حمية غذائية ،31 بالمائة منها لأسباب صحية و28.8 بالمائة لتخفيض الوزن وان ربع المراهقين يتناولون الدواء من اجل مرض مزمن. ويرى الأطباء أنّ الوقاية الأولية تعتبر أساسية كونها تجنب التطور السريع للمرض وتسهم في منع أو تأخير مضاعفته المزمنة من خلال تعزيز التثقيف الصحي وتعلم أساليب الفحص والمتابعة الذاتية للسكري وتطوير معارف المريض تجاه مرضه ومتابعة العلاج والدقة في تناول الأدوية. وزارة الصحة الأساسية من جهتها أشرفت في هذا اليوم على ملتقى تكويني لفائدة أعوان الصحة وأقرّت يوما تحسيسيا بأحد الفضاءات التجارية الكبرى بالعاصمة إلى جانب مسابقة رياضية بحديقة ‘البلفيدير' وسط العاصمة تونس. ويرى المسؤولون أنّ مساهمة الجمعيات التونسية ذات العلاقة لها أهمية قصوى في مستوى العمل التحسيسي لبلوغ الهدف المنشود في حماية الصحة وتوجيه السلوكات الاجتماعية نحو الأفضل. الدكتور منذر بن سلامة المتخصص في علاج مرضى السكري قال لإيلاف إنّ إقبال التونسيين على الأطعمة المصنعة و الجاهزة أثرت بشكل كبير على النظام الغذائي لديهم وخصوصا لدى شريحة الأطفال و المراهقين." و يتابع:" هذه المأكولات تحتوي على نسبة عالية جدا من السعرات الحرارية والدهنيات والسكريات ، كما أنها تتسبب في انتشار بعض الأمراض على غرار السمنة والسكري و ضغط الدم ...علينا الإقرار إنّ أطفالنا لا يتبعون نمطا حياتيا يمكن أن يساعدهم على ضمان صحة دائمة فهم يمضون ساعات طويلة أمام الحاسوب والتلفزيون ويتناولون وجبات غنية بالسكريات ". و استنادا إلى الدكتور بن سلامة فإنّ "السكري نوعان واحد يطغى عليه العنصر الوراثي وهو السكري الذي يحتاج المصاب به للأنسولين وتعتبر نسبة المصابين به أقل من المصابين بالسكري من النوع الثاني الذي يجتاح حوالي 80 بالمائة من مرضى السكري في البلاد و النوع الثاني من السكري يقتضي علاجه اعتماد الحمية أو الأقراص المضادة للسكري فيرتبط بنمط العيش من تغذية وتدخين وضغوطات نفسية إلى جانب الإصابة بالبدانة والسمنة وقلة النشاط والحركة". ويقول الشاب فادي الرياحي 21 سنة وهو من المصابين بمرض السكري إنه يشعر بالسعادة لإقدام بلاده على الاحتفال باليوم العالمي لمرضى السكري و يقول لإيلاف:"من المفيد جدّا أن تطلق تونس تزامنا مع إحياء اليوم العالمي لمرضى السكري حملات تحسيسية و توعوية لفائدة المصابين والمتضررين بهذا المرض الخطير ، أنا كمصاب بالسكري أحسّ بالراحة و الاطمئنان لمّا تنشر ثقافة الوقاية من حولي بهذا الشكل ، لأنّ ما حدث معي لا ينبغي أن يتكرّر مع شباب يافع آخر." وحريّ بالتذكير أنّ " الفيدرالية العالمية للسكري" و"المنظمة العالمية للسكري" اختارتا هذه السنة شعار "السكري من النوع الثاني لدى الأطفال والمراهقين" نظرا إلى تزايد المصابين من هذه الفئة بأغلب بلدان العالم.