تونس الصباح: تتسبب اضطرابات العادات الغذائية خلال فصل الصيف في حدوث الكثير من المضاعفات لدى المصابين ببعض الأمراض المزمنة على غرار المصابين بمرض السكري. وتشير مصادر طبية في هذا السياق إلى أن العيادات الطبية في المستشفيات ومركز التغذية تشهد في هذه الفترة تزايد عدد مرضى السكري المقبلين لإجراء فحوص بعد تعكر حالاتهم الصحية لا سيما أن عددا كبيرا من هؤلاء يهملون الحمية الغذائية التي يصفها الطبيب لهم ويقبلون على تناول السكريات في الأعراس والمناسبات العائلية بالإضافة إلى اقبالهم على المثلجات والغلال والأكل خارج المنزل عند الخروج صحبة العائلة وهي مظاهر تنتشر بشكل كبير خلال الصيف وتكون لها انعكاسات سلبية على الصحة وتبرز هذه المضاعفات أكثر على المصابين بأمراض مثل ضغط الدم ولا سيما مرضى السكري... تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن مرض السكري يعد من الأمراض المنتشرة بنسب كبيرة في بلادنا حيث يبلغ عدد المصابين بالسكري حسب آخر الأرقام الرسمية أكثر من نصف مليون شخص، دون احتساب الحالات التي لم تشخص بعد باعتبار أن معظم المصابين بهذا المرض لا يكتشفونه إلا في مراحل متقدمة وهنا قد يتضاعف خطر العادات الغذائية السيئة وقد يصل الأمر إلى تعكرات صحية خطيرة... وتتحدث المصادر الطبية هنا أن مرض السكري وفي حالات المضاعفات الحادة والمفاجئة قد يزيد من احتمالات الوفاة المبكرة باعتباره يساعد على ظهور أمراض أشد خطورة على غرار أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض. وتفيد احصائيات منظمة الصحة العالمية أن ما بين 70و80% من المصابين بالسكري يموتون نتيجة المضاعفات الصحية المعقدة لمرض السكري. التثقيف الصحي ضروري يشدد الأطباء على دور العائلة في المراقبة والمحافظة على التوازن الغذائي لمريض السكري إلى جانب التثقيف الصحي المطلوب لمريض السكري وعائلته للتعايش السليم مع المرض وتجنب مضاعفاته. ومن مجالات التثقيف الصحي المطلوبة التعرف على أعراض المرض وطرق التوقي منه ونذكر هنا أن من أبرز أعراض السكري كثرة التبول والاستيقاظ أثناء النوم للتبول وكذلك العطش الشديد وكثرة شرب الماءو نقص في الوزن وتشويش في النظر ونقص وتخلف النمو عند الأطفال وزيادة قابلية الإصابة بالالتهابات الميكروبية بالإضافة إلى الشعور بالتعب والإرهاق والدوخة (دوار) والضعف الجنسي ولا يوجد حتى الآن علاج قاطع لمرض السكري، لكن يمكن التوقي منه عبر التغذية السليمة والحفاظ على وزن الجسم المعتدل والقيام بالتمارين الرياضية. وبالنسبة للمصابين به فإن النظام الغذائي الجيد والرياضة مع العلاج الدوائي الذي يعمل على التحكم في نسبة السكر في الدم يساعد على استمرار الحياة بشكل صحي وسليم. تفيد المعطيات الطبية أيضا أن الأشخاص الذين يجب فحصهم دورياً لتشخيص مرض السكري وإن كانوا لا يشتكون من أعراض هم الأشخاص فوق سن 45 سنة وإذا كان التحليل طبيعياً يُعاد كل 3 سنوات، الأشخاص الأصغر سناً المصابون بالسمنة، الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بمرض السكري، النساء اللواتي ولدن أطفالاً بوزن أكثر من 4 كيلوغرامات، والأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم والدهون في الدم...