مثل قرار رئيس النجم الساحلي رضا شرف الدين الاستقالة من منصبه والدعوة الي جلسة عامة انتخابية استثنائية (لم تنعقد في موعدها الأول) لدى جماهير الفريق منعرجا هاما...استقالة شرف الدين هزت الجمعية وشغلت كل المهتمين بكرة القدم التونسية بالنظر الي ثقل الرجل وهي التي كانت نتيجة الضغط الجماهيري وحملات التشكيك التي استهدفته. «الشروق» رصدت آراء وانطباعات عدد من أبناء النجم القدامى في التقرير التالي: توفيق زعبوب خروج من الباب الكبير يؤكد توفيق زعبوب وهو اللاعب والمدرب السابق الذي ساهم من موقعه في إثراء خزينة الجمعية ببعض الألقاب المحلية والقارية أن استقالة رئيس النادي وعدم تجديد ترشحه قرار غير مسؤول وهروب من تحمل المسؤولية الشيء الذي ترك فراغا رهيبا على مستوى الادارة بعد استقالة أعضاء الهيئة المديرة. صحيح أن الحملات الفايسبوكية بالغت في الإساءة لشرف الدين رغم التضحيات الجسام التي قدمها من أجل توفير ظروف النجاح لفرع كرة القدم وبقية الفروغ الأخرى، لكن لا مجال لإصلاح خطإ بمثله والتسبب في فراغ إداري ستكون تداعياته وخيمة على الجميع. إن الوضعية الحالية للنجم مخيفة ولا يمكن أن تشجع ما اصطلح على تسميتهم ب«رجالات النجم» على تقديم ترشحاتهم لتسلم المشعل بسبب تراكم الديون وحجم العقود وهي تقريبا نفس الوضعية التي تعاني منها بقية الأندية التونسية مما دفع بجل المسؤولين الى الهروب بسبب قلّة الموارد المالية والحصار والاستشهار وحالة الملاعب المزرية. لقد ساهمت بعض المنابر الاعلامية الرياضية أيضا في التهجم على شخص رضا شرف الدين لتبلغ الإساءة لشخصه مداها في المدة الأخيرة لكن بالاضافة الى ذلك اكتشف الرجل المغالطات الكبيرة التي عاشها و معدن عديد الرجال من حوله والذين لم يكونوا ممن يعول عليهم. شرف الدين لم يزعجه الانفاق والتعب بقدر ما أزعجه استهدافه بالتحامل والجحود وحتى يحفظ مستقبل الجمعية ويصون كل التضحيات التي قدمها الى امتداد ال8 سنوات الماضية مطلوب منه سحب استقالته وإلغاء الجلسة العامة الانتخابية الاستثنائية وإحاطة نفسه بأناس أكفاء في ميدان التسيير وحتى التصرف المالي لضمان خروج مشرف ومن الباب الكبير. عبد السلام عظومة مسؤولية شرف الدين مصلحة جمعيتنا تبقى فوق كل اعتبار وهي غير مرتبطة بالأسماء مهما كان وزنها... صحيح أن استقالة رضا شرف الدين زلزلت أركان الجمعية وخلقت فراغا إداريا غير مسوبق نتيجة تشبثه بالرحيل... لكن ما نؤكد عليه أن شرف الدين رجل مسؤول دفع ما دفع وأنفق ما أنفق ليس ليخرج اليوم ويخلّ بامتيازاته ورهاناته ومواعيده . شرف الدين موجوع من إساءة البعض من أبناء الجمعية الى شخصه... وكقدماء اللاعبين تحولنا الى مقر عمله ورجوناه التراجع عن قرار الاستقالة لكنه لم يعد بذلك والأمل معقود على الأيام القادمة عسى أن يغير في أعقابها موقفه ويقبل مواصلة مهامه حتى نهاية مدته النيابية وعندها لكل حادث حديث... شرف الدين لديه رغبة في البقاء ولكن ليس بهذه الظروف وبهذه الأجواء وبذلك المحيط ولكن ما يدفع على الاطمئنان هو أن شرف الدين «إيتواليست» حدّ النخاع ولن يهرب من المسؤولية. توفيق قحبيش ورطة من يتحمل مسؤولية رئاسة النجم عليه إنجاح مهامه والارتقاء بالجمعية إلى أعلى المراتب لأن اسمه في الميزان وإن قرار السيد رضا شرف الدين الاستقالة وعقد جلسة عامة انتخابية استثنائية والرحيل لفسح المجال لغيره ليس في محله على الأقل في الظرف الراهن «فدخول الحمام ليس مثل الخروج منه» بمعنى ان المغادرة اليوم هكذا وترك الجمعية للفراغ أمر غير مقبول. الثابت أن رئيس النجم وإلى جانب الحملة الفايسبوكية التي أساءت لشخصه انتبه إلى وجوده وحيدا في العاصفة بسبب قلة خبرته التسييرية رغم الثماني سنوات التي مرت. لقد ورّط نفسه وورط الجمعية معه من ذلك أن سقف المصاريف والديون تزايد بشكل لم يعد باستطاعة أي «إيتواليست» من الميسورين في الساحل أن يتحمله . صحيح انه في جمعية مثل النجم هناك كبار وحكماء لكن شرف الدين ورط الجمعية بنفقات أثقلت كاهل الميزانية وهي ناجمة عن العقود المنتفخة للاعبين انتهت مدة صلوحيتهم منذ أكثر من 3 مواسم والتجديد للبعض الآخر بعقود خيالية وإنفاق ما يقارب المليار في السنة على الإدارة وتبعا لذلك من الطبيعي جدا أن لا يتقدم أي شخص إلى الانتخابات . هذا هو الحال الذي وصل إليه النجم راهنا تنظيميا وهيكليا وفي الواقع لم يكن أحد يتصوّر أن تصبح الجمعية غير قابلة للتسيير ماديا وإذا كانت لدى السيد رضا شرف الدين نية صادقة في إعادة الأمور إلى نصابها فعليه أن يضغط على المصاريف قدر المستطاع وأن يخلصها شيئا فشيئا من الديون التي كبلتها وعندها فقط يشجع رجالات الساحل الميسورين على تسلم الامانة مثلما أخذها في سنة 2012. رياض عمارة مفاقمة للأزمة قرار تقديم رئيس الجمعية لاستقالته اعتبره «لغزا» محيرا وهروبا من المسؤولية وليس من المعقول أن يقرّر الهروب احتجاجا على تصريحات لقدماء اللاعبين في احدى الإذاعات ففي كرة القدم وفي الرياضة بصفة عامة عادة ما يكون المسؤول معرضا للنقد أو محل إشادة وتلك هي قوانين الكرة وليس هذا تشجيعا للإساءة إلى المسؤولين وخاصة لرئيس النجم الذي نعترف له بافضاله على الجمعية لكن كل شيء يبقى رهين النتائج الإيجابية التي يضمنها إطار فني كفء ومقتدر على غرار روجي لومار الذي نجح في الموسم الماضي ومن لا شيء في اعتلاء منصة التتويج بفضل العمل الجدي الذي قام به ولأجل ذلك نطالب اليوم بجلب مدرب قادر على استثمار الرصيد البشري المتوفر. إن رحيل رضا شرف الدين وفي هذا الظرف بالذات من شأنه أن يفاقم الأزمة ويدخل الفريق في متاهات وهو الذي عودنا على تحدي المشاكل والأزمات وكل ما نتمناه هو أن يسحب استقالته ويلغي الجلسة العامة الانتخابية الاستثنائية ليجنب النادي أزمة حقيقية كم هو في غنى عنها مع العمل على تقويم السياسة المتعبة في اختيار الإطار الفني والقيام بالانتدابات وفي الإدارة وغيرها من العوامل التي تضمن النجاح للفريق.