مهرجان شاركت فيه عديد الدول العربية من بينها تونس التي قدمت في ذلك الحفل صوتا فنيا استثنائيا لم يتجاوز عمره 15 سنة. سناء الخصايري التي شدت وامتعت واقنعت منذ 43 سنة بقصيد " رسالة عتاب" ,سرعان ما اختفت لتعود الى الساحة يهزها حنين الى البدايات الفنية. هي ذكريات مازالت تنبض حياة وحنينا عند سناء الخصايري...ذكريات حفرتها في داخل اعماقها وحفظتها صورا في عينيها. سناء الخصايري.. وهذه العودة الى الغناء بعد 43 سنة ماذا وراءها؟ -رغم هذه السنوات الطويلة وانا بعيدة عن الغناء والموسيقى.. لا أخفي سرا إذا قلت انني لم انس تجربتي الأولى.. كنت أعيش على امل انه سيأتي اليوم الذي سأجدد فيه العهد مع الموسيقى التي اريدها وابغيها واذوب عشقا فيها ... اشتقت الى المسرح والجمهور.. واعترف انني كنت مترددة فقد تلقيت كثيرا من العروض للعودة.. اتحمس في البداية ثم سرعان ما اتراجع في قراري. ترددك هذا الذي اطال مدة ابتعادك عن الغناء ألم تندمي على ذلك؟ -لا لم اندم على طول المدة التي ابعدتني عن الغناء والموسيقى رغم الحنين الجارف على اعتبار ان هدفي، العودة على أسس ثابتة وسليمة ووفق معايير لا مجال للتغاضي واولها وأبرزها ان يكون ما أقدمه له طابع طربي صرف، فالأغنية التي اريدها لابد ان تكون ذات مضمون انساني نبيل ولحن طربي اصيل. وجاء الموعد للعودة؟ هنا لابد من الإشارة الى التشجيع الكبير الذي وجدته من زوجي وابنائي والأصدقاء خاصة بعد ان اتممت مهمتي كأم بنجاح ابنائي في دراستهم وحياتهم العائلية.. قلت لنفسي حان الوقت لأعود الى نفسي واستعيد ذكريات مازالت راسخة في البال منذ 43 سنة ...ذكرى صعودي اول مرة على ركح المسرح البلدي بالعاصمة ولي من العمر 15 سنة في تلك الفترة للغناء اول مرة امام جمهور كبير ...كانت الأسئلة تتزاحم في مخيلتي.. كيف ستكون العودة؟ ومع من؟ وكان اللقاء بالأستاذ عبد الرزاق حيحي من خلال فرقته التي تقدم اللون الطربي كهواة.. الأستاذ عبد الرزاق حيحي كان من أبرز تلاميذ الأستاذ الراحل صالح المهدي وقد حدثني أكثر من مرة عن متابعته لي منذ 43 سنة وانا اتدرب على قصيد " رسالة عتاب" «قصيد رسالة عتاب» التي قدمتيه منذ 43 سنة... ماهي قصته؟ -كان ذلك سنة 1976 ,كنت تلميذة بمعهد الرئاسة في قرطاج وكان من اساتذتي السيد صلاح الدين الجعايدي ومديرة المعهد كريمة الأستاذ الراحل محمود المسعدي وزير الشؤون الثقافية في تلك الفترة ..وكنت اخر كل سنة دراسية أشارك في الحفل الموسيقي الذي يحييه المعهد تحت اشراف استاذي في الموسيقي السيد صلاح الدين الجعايدي ...حتى كان اليوم الذي تلقيت فيه دعوة للقاء بالفنان الكبير الدكتور صالح المهدي , انتابني خوف كبير لكن تشجيعات والدي كانت لي خير حافز على الذهاب للقاء الأستاذ صالح المهدي الذي استمع الى صوتي فاعجب به وطلب مني الاستعداد للمشاركة في مهرجان غنائي خاص بإحياء الذكرى الأولى لرحيل كوكب الشرق ام كلثوم وقدم لي نص قصيد " رسالة عتاب" للشاعر الراحل حسونة قسومة وطلب مني ان احفظه ثم انطلقت التمارين بجدية ومسؤولية ... وجاء اليوم الموعود حيث كنت على اتم الاستعداد لأداء القصيد وكسبت الرهان وكانت الجائزة الأولى من نصيبي.. لم تسعن الفرحة.. لكن حدث مالم يكن في الحسبان فقد طالبوني بالتنازل عنها " أي الجائزة الأولى " لفائدة فاتن الحناوي بكيت بحرقة ثم اذعنت الى الامر. هل كان التنازل عن الجائزة الأولى وراء قرارك التوقف عن الغناء؟ -ليس الامر كذلك بل كان همي بدرجة أولى النجاح في دراستي وهو ما تم. ألم يجمعك لقاء مع الشاعر حسونة قسومة بعد نجاح "رسالة عتاب"؟ -لم يحدث ان التقيته، بلغني انه كان حريصا على اللقاء بي لمدي بقصائد أخرى له لكن شيئا من ذلك لم يحدث. والدكتور صالح المهدي؟ -لقد انتهت علاقتي بالمجال الفني بعد مشاركتي في المهرجان، رغم محاولات اثنائي عن قراري حيث اتجهت كليا الى الدراسة والتحصيل العلمي دون ان أنسي ان الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة استقبلني في القصر الرئاسي بعد 4 سنوات من مشاركتي في المهرجان بعد التحاقي بالجامعة وأكرمني. ها انت اليوم تقررين العودة؟ -عودتي الى الغناء كانت منذ 2018 تحت اشراف وتشجيع الأستاذ عبد الرزاق حيحي من خلال تقديم روائع طربية خالدة. لا تفكري في الإنتاج الخاص؟ - لا أفكر البتة في الاحتراف، اخترت العودة الى الغناء من منطلق "الكيف" ولا أفكر البتة في استغلاله للاسترزاق. ثم اني اغني في الفضاءات التي تعشق اللون الطربي واغاني الزمن الجميل للمتعة والاستمتاع فقط,كما اساهم في الحفلات الخيرية لمساعدة المؤسسات والجمعيات ذات الطابع الإنساني ويوم 20 أكتوبر الماضي كانت لي مشاركة في حفل خيري الى جانب الزين الحداد ومنجية الصفاقسي ومحسن الماطري وسارة النويوي بالمركز الثقافي والرياضي بالمنزة السادس باقتراح ومبادرة من المايسترو عازف الكمنجة القدير عبدالباسط المتسهل ,اعهدت في ذلك الحفل قصيد " رسالة عتاب" وقدمت " امل حياتي " لام كلثوم وكنت سعيدة بالحفاوة والتجاوب الكبير للجمهور الذي احتفى بعودتي بكل حب واحترام. هل تحتفظين بالتسجيل الأصلي ل "رسالة عتاب"؟ -انا مدينة للاذاعي القدير الحبيب جغام الذي اهداني نسخة من التسجيل الأصلي لهذا القصيد وأرى في هذا القصيد مصدر فخر لي وذكرى خالدة في وجداني. ماذا لو عرضت عليك ألحان جديدة اليوم؟ سأبقى هاوية للغناء ولن اقبل أي اغنية يقل مستواها الفني والطربي عن " رسالة عتاب".