تعكس التجربة الابداعية لصالح المهدي بالإضافة الى مخزونه الموسيقي الهائل وعيه الواضح والمتواصل بواجباته كمبدع إزاء التراث الموسيقي الذي سعى الى المحافظة عليه وتجديده في المحيط الصوتي بالاتباع أو بالاستلهام، كما تعكس لهذه التجربة وعيه بواجباته إزاء المجتمع الموسيقي الذي ينتمي إليه ذلك بتحسيس حاجياته ومحاولة مسايرتها. وصالح المهدي يمتلك مخزونا موسيقيا تراثيا هاما يجمع بين اللهجة الموسيقية المشرقية بمقاماتها وقوالبها واللهجة الموسيقية التونسية في جوانبها الحضرية ولكن أيضا البدوية. ولئن اجتنب صالح المهدي المزج بين اللهجتين المشرقية والتونسية في معظم أغانيه والاستثناء الوحيد أو يكاد يتعلق بقصيد «حبيبي لماذا تخلّيت عني؟» للشاعر الخالد حسونة قسومة وقدمه صوت واعد سرعان ما اختفى عن الساحة: سناء الخصايري في مهرجان أم كلثوم للموسيقى العربية الذي انتظم في 1976 بتونس إحياء للذكرى الأولى لرحيل سيدة الطرب العربي أم كلثوم كانت سناء الخصايري تلميذة تدرس بمعهد قرطاج الرئاسة وقد أشار إلى صوتها الرخيم الممتع الأستاذ الكبير محمود المسعدي ونصح صديقه صالح المهدي بربط الصلة معها قبل أن يطلب من الشاعر حسونة قسومة الذي كان في تلك الفترة ضمن المجموعة الصوتية للرشيدية أن يعطيه قصيدا فكان حبيبي لماذا تخلّيت عنّي ولم يرتو الحب منك ومنّي انكبّ صالح المهدي على تلحين هذا القصيد الغنائي الذي مزج فيه بين المقامات التونسية والشرقية وقدمه ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان ونال القصيد الجائزة الثانية في حين آلت الجائزة الأولى الى الصوت الشامي فاتن حناوي شقيقة الفنانة ميادة حناوي... وشاءت الصدفة أن تنسحبا المتوجتان بالجائزتين الأولى والثانية من الساحة الفنية اختيارا منهن. رسالة عتاب كلمات حسونة قسومة الحان صالح المهدي غناء سناء الخصايري حبيبي لماذا تخليت عني ولم يرتوي الحب منك و مني انام و أصحو على زفراتي وأسأل عنك صدى ذكرياتي وحبك مازال يملأ ذاتي فماذا أقول و قد خاب ظني لقد كنت أحسب أني اميرة فصرت هنا في شباكي أسيرة حياة الهوى يا حبيبي قصيرة ظننتك حظي و كل رجائي وأحببت فيك جمال الوفاء فقل لي لماذا اردت جفائي وقد كنت بالأمس باسمي تغني رحلت و هان عليك و داعي ومزقت بين الرياح شراعي فأن كان يحلو لديك ضياعي فمن سيعيش لحبي وفني