يوما بعد آخر ينفث الصهاينة سمومهم ويوغلون في الدم والحق الفلسطيني حاثين الخطى لتنفيذ مخططهم الاجرامي باقامة (دولة اسرائيل من الفرات الى النيل) مستغلين خنوع الانظمة العربية وعمالة بعضها وغرق كثير من الشعوب العربية في صراعات داخلية محمومة .. ومستقوين بالرئيس الامريكي ترامب الذي كشف ما كان اسلافه يخفونه من دعم للصهاينة وزاد عليه ..فبعد القدس وصفقة القرن هاهو يقول ان المستوطنات في الضفة شرعية ومن حق الكيان ضمها اليه .. وطز في الشرعية الدولية التي تضمنتها قرارات لا تقل عن 10 صادرة عن مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة برفض الاستيطان. تبلغ المساحة الإجمالية لفلسطين التاريخية 27027كم2. وجاء قرار التقسيم عام 1947 ليمنح اليهود حوالي (15,000 كم2 ) أي 57.7% من الارض مقابل (11,000 كم2 ) اي 42.3% للفلسطينيين على ان تبقى القدس وبيت لحم ولأراضي المجاورة تحت وصاية دولية. لكن الصهاينة لم يلتزموا لا بمساحة ولا بحياد فثبتوا سلطتهم على الشطر الشرقي من القدس وتمددوا الى صحراء النقب ليحولوا مرفأ أم الرشراش الى ميناء ايلات وتكون لهم قدم في خليج العقبة والبحر الاحمر، تزامنا مع المجازر المروعة لتهجير الفلسطينيين مما يسمى اراضي 48 . وبنوا بؤرا استيطانية ظلت تكبر وتتمدد خاصة في محيط القدس .. وكانت نكسة 1967 فسيطر الكيان على كل فلسطين فزادوا في توسيع المستوطنات وبداوا في التهام القدس الغربية بتؤدة واصرار.. وبعد اتفاقية كمب دافيد تحرروا من كل كابح فاعلنوا عن الضم الرسمي للقدس.. وتطورت الاحداث..ايلول الاسود في الاردن عام 1970 وخروج المقاومة الفلسطينية من الاردن. احتلال بيروت عام 1982 وخروجها من لبنان.. حرب الخليج الثانية وتوقيع اتفاقيات اوسلو عام 1993 التي نصت نظريا على اقامة دولة فلسطينية.. وعاد الشهيد عرفات الى ارض بلاده لينشئ السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة .. وكالمعتاد لم يلتزم الصهاينة بما وقعوا عليه واستمروا في تهويد فلسطين بكل السبل والذرائع .. الى ان حصل ما حصل في بداية القرن الحالي من احتلال للعراق وتدميره الى ثورات ما سموه الربيع العربي الى الحرب في سوريا الى داعش واخواتها الى نسيان العرب لفلسطين وتحويل العداوة الى شق آخر ودخول التطبيع المستتر الى تعاون علني مع المغتصبين الصهاينة. قاومت غزة الاحتلال بالنار ففر الصهاينة في اوج جبروت الارهابي شارون .. ورحل عرفات ليتسلم السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي واجه انقساما في الداخل بصراع مع حركة حماس الغزاوية وعجزا متعاظما مع ضغوطات صهيونية ودولية وعربية ايضا،مما زاد في نهم الصهاينة لابتلاع فلسطين بالكامل. وهكذا استولوا على نصف الضفة عبر الإستيطان والجدار العازل والطرق الالتفافية والممارسات الاخرى كالتهجير والمصادرة والارهاب باشكاله. ويأتي اليوم السيد ترامب ليعترف للصهاينة بما اغتصبوه مما بقي من ارض الفسطينيين بشرعنة ضم المستوطنات. ردة الفعل الدولية كانت بيانات رفض.. وللعرب بقي الادمان على التنديد .. وللسلطة الفلسطينية الشكوى الى الاممالمتحدة علها تضيف قرار ادانة آخر الى الادراج... شعب فلسطين وحده بقي متشبثا بارضه يقاوم بما تيسر ويغسل ارضه بالدم صباح مساء.