أعلنت نهار امس مجموعتا نواب كل من حركة الشعب والتيار الديمقراطي اتحادهما ضمن كتلة واحدة تحت عنوان الكتلة الديمقراطية واتفقتا على رئاستها بالتناوب بينهما في مسعى لتشكيل جسم قوي قادر على القيام دور محوري في البرلمان . تونس (الشروق) البادرة ثمنها اغلب الطيف السياسي بل اعتبرت وجهة مناسبة للبعض من النواب الذين لم يجدوا منذ نتيجة الانتخابات التشريعية اين يتموقعون بعد تلاشي الأحزاب التي تعبر عن رؤاهم وتطلعاتهم مثل منجي الرحوي وفيصل التبيني وعدنان الحاجي وانضاف اليهم النائب شكري الذويبي وقد علق النائب غازي الشواشي على هذا الاتفاق قائلا «إن الكتلة الديمقراطية ستكون كتلة تقنية، ونتوقع أن تكون الكتلة الثانية في البرلمان من حيث عدد النواب المنضمين إليها لتكون بذلك القوة المضادة لكتلة حزب حركة النهضة». غموض الشواشي تحدث عن التضاد مع النهضة رغم انه لم تتضح الى حد الآن تفاصيل المشاورات حول الحكومة وما اذا كان التيار الديمقراطي قد قرر الركون الى المعارضة خاصة انه يشارك في لجنة الخبراء لاعداد البرنامج الاقتصادي، كما تتحدث بعض التسريبات عن قبول حبيب الجملي ببعض طلبات التيار حول الوزارات مثل العدل والإصلاح الإداري مع تحييد وزارة الداخلية وهو ما قد ينجح المفاوضات بين الطرفين ويسمح بالتقاء في الحكومة القادمة، على خلاف حركة الشعب التي يبدو انها حسمت امرها في عدم المشاركة وتشبثت برؤيتها في عدم الدخول في لجنة صياغة البرنامج الاقتصادي حتى تتبين رؤية رئيس الحكومة المكلف حول طبيعة الحكومة ليبرالية او اجتماعية وتفحص طرحه في عدد من القضايا الأساسية . وعلى هذا الأساس يبدو ان بعض الغموض سيفرض نفسه على طريقة عمل الكتلة الديمقراطية وكيف ستستطيع التوفيق بين جناحين متناقضين احدهما في الحكومة والأخر في المعارضة . انتظار عن هذا التناقض يقول النائب عن التيار الديمقراطي حافظ غربي اليحمدي ل«الشروق» ان حزبه قدم رؤيته في البرنامج الاقتصادي والاجتماعي وقام بالتالي بما يتوجب عليه وقدم مشروعا متكاملا يتكون من 210 نقاط واسهم بذلك إيجابيا في جهود اللجنة المشكلة من طرف رئيس الحكومة المكلف وبالتالي فهو ينتظر الآن قراره حول المشاركة في الحكومة المزمع تشكيلها وفقا للرؤية التي تم تقديمها من الأطراف التي تحاور معها ونقدر ان الحسم لن يطول كثيرا لعدة اعتبارات أولها ان المشاورات قطعت شوطا هاما ولم تعد تنقص الا بعض النقاط الأخيرة وثانيا ان الوقت يضغط على الجميع بسبب الوضع الاقتصادي الذي لم يعد يسمح بمزيد الانتظار . وفي اثناء ذلك فان للبرلمان أيضا التزاماته وقد اضطررنا لتقديم تركيبة كتلتنا قبل فوات الاجال القانونية ونطالب بتسريع الحسم في ملف الحكومة حتى نتبين طريقة التعامل المستقبلي في الملفين. كتلة فنية في سياق مقابل صرح ل«الشروق» نائب رئيس المجلس الوطني لحركة الشعب عبد الرزاق عويدات قائلا لقد اتفقنا في حوارنا مع كتلة التيار على ان نشكل كتلة فنية يحافظ فيها كل حزب على خصوصيته ونلتقي في النقاط المشتركة مثل الدور الاجتماعي للدولة والتصدي للفساد والتهرب الضريبي والعدالة الاجتماعية ومقاومة القطاع الموازي والإصلاحات العميقة في قطاعات الصحة والتربية والخدمات . كما تم الاتفاق على ان تتولى الأحزاب مواصلة المشاورات حول تشكيل الحكومة فيما يتولى النواب التركيز على القضايا المتعلقة بالرؤية المشتركة في المجالات المذكورة، ورغم ان ذلك لا يمثل أي عائق في المحافظة على خصوصية كل طرف في اجراء مفاوضاته بشكل حر فان التنسيق سيكون حاضرا وستسعى الكتلة الى توحيد وجهات النظر والعمل على توحيد التموقع اما في الحكومة او في المعارضة مع بعض التنازلات التي قد يقدمها كل حزب عند الضرورة . الحزبان عازمان على لعب الدورين معا، الحكم والمعارضة ، ولعلها سابقة جديدة تنضاف الى سابقة بلادنا في الربيع العربي والديمقراطية التوافقية وغيرها من الاختراعات التي باتت تنتجها نخبتنا وتلفت بها انتباه صناع الديمقراطية في العالم .