قابس، انطلاق مشروع تجديد المحطة الرئيسية لضخ مياه التطهير بقابس المدينة    تونس تبلغ مستوى نضج متوسط على مستوى الخدمات العمومية الرقمية (تقرير)    العربية والانجليزية في فواتير المياه... ضربة جزائرية جديدة للغة الفرنسية    عاجل/ بعد تنفيس سُد ولجة ملاق الجزائري نحو تونس..اتحاد الفلاحة يكشف ويُطمئن التونسيين..    دون انتظار إسرائيل... ترامب يقرّر المضي قدما بخطواته بالشرق الأوسط    "كامل وشامل".. ترامب يعلن عن اتفاق تاريخي مع بريطانيا    مستشار عام الإعلام والتوجيه بوزارة التربية : 7 بالمائة فقط من التلاميذ يختارون شعبة الرياضيات و دعوات لإصلاح جذري في التوجيه    زغوان: افتتاح معرض التسوق على هامش الدورة 39 لمهرجان النسري    عاجل : والي بن عروس يعلن عن خبر غير سار لمحبي التخييم    بطولة روما للتنس للماسترز: أنس جابر الى الدور الثالث بعد انسحاب منافستها التشيكية بيترا كفيتوفا    كرة اليد: النجم يطالب بإعادة مباراة الكأس مع ساقية الزيت    في قلب الطبيعة الخلابة: ماراطون بازينة ترويج للسياحة الداخلية    للتونسيين بالخارج: خطوة واحدة للحصول على رخصة الجولان والبضائع المورّدة    المرصد الوطني للفلاحة: استمرار تهاطل الأمطار قد يساهم في تحسن وضعية السدود والمائدة المائية    طبيب يحذر ''قرصة الناموس'' أصبحت خطرًا على التونسيين خاصة الأطفال    الكاف: تساقط البرد يخلف اضرارا بمزارع الحبوب    عاجل: قرارات ألمانية جديدة تُشدد الخناق على الهجرة    فظيع/ هلاك امرأة وطفلها في انفجار قارورة غاز..    بعد الأمطار الغزيرة: الحماية المدنية تتدخل لنجدة المواطنين وضخ المياه من المنازل بهذه الولايات..    عاجل/ بعد رفض مطلب الافراج عن أحمد صواب: محامون بلا حدود تتدخل وتطالب..    هيئة السلامة الصحية تتلف أكثر من 250 طنًا من المواد الغذائية الفاسدة في ميناء رادس    تطوير منظومة اللحوم الحمراء: تشكيل فرق عمل بين 3 وزارات لتحسين الإنتاج والتوزيع    8 سنوات سجناً لعائد من صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي: غادر بعد "دمغجة" في المساجد وفرّ من التنظيم ليسلّم نفسه    كأس تونس 2025: تفاصيل المباريات المنتظرة في ربع النهائي    الاتحاد التونسي للفلاحة: الفلاحون يلجؤون إلى الفايسبوك لبيع خرفان العيد وتجاوز الوسطاء    في اجتماع لجنة مقاومة الاحتكار: استعدادات لعيد الإضحى والموسم السياحي    طريقة بيع جديدة لأضاحي العيد ولجنة وطنية لتحديد سعر الكيلوغرام الواحد..#خبر_عاجل    بعد كميات الأمطار الأخيرة...وادي مليز يتصدر ب 46 مم    عيد السنة... ما ثماش قصّان: الماء حاضر في ''ديار التوانسة!''    قاض أميركي يوقف خطط ترامب لترحيل المهاجرين إلى ليبيا!    فضيحة ''المدير المزيّف'' تطيح بأعوان بإدارة الفلاحة    الأمطار مستمرة في الشمال: التوقعات الجديدة لحالة الطقس هذا الأسبوع    زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    هذا فحوى لقاء رئيس الجمهورية برئيسي البرلمان ومجلس الجهات والأقاليم..    هام/ تعرف على أسهل طريقة لخفض ضغط الدم دون التوقف عن تناول الملح..    كاس امير قطر - نعيم السليتي يضع بصمته في تاهل فريقه الشمال على حساب العربي    عاجل/ سيناريو ماي وجوان 2023 سيتكرر بقوة أكبر وأمطار غزيرة متوقعة..    اليوم: طقس ممطر والحرارة تصل إلى 38 درجة بأقصى الجنوب    أزمة كشمير: ضحايا وجرحى في قصف باكستاني.. وإسقاط "درون" هندية    ثلاثة جرحى في حادث دهس في باريس وهذا ما قالته الشرطة الفرنسية    رويز وحكيمي يقودان سان جيرمان لنهائي رابطة الأبطال على حساب أرسنال    صفاقس : بالشعر مهرجان سيدي عباس يُسدل الستار على دورته 31    عشرية الغنيمة لم تترك لنا غير الدّعاء    وزيرة الثقافة تطالب بحلول عاجلة لمراكز الفنون الدرامية    ولاية أريانة تستعد لانطلاق فعاليات الدورة 29 لعيد الورد من 9 إلى 25 ماي 2025    مصر.. رفض دعاوى إعلامية شهيرة زعمت زواجها من الفنان محمود عبد العزيز    طقس الليلة يكون احيانا كثيف السحب مع امطار مؤقتا رعدية    مطار قرطاج: ضبط كمية من الذهب وايقاف مسافرتين    اجتماع تنسيقي بين وزارة الشؤون الثقافية واتحاد إذاعات الدول العربية تحضيرا لمهرجان الإذاعة والتلفزيون    نفوق 7 أبقار بالمهدية.. الاتحاد الجهوي للفلاحة يوضح    تحذير هام من الإستخدام العشوائي للمكمّلات الغذائية.. #خبر_عاجل    اليوم في المسرح البلدي بالعاصمة: فيصل الحضيري يقدم "كاستينغ" امام شبابيك مغلقة    عاجل/ نفوق عدد من الأبقار ببنزرت..وممثّل نقابة الفلاحين بالجهة يكشف ويُوضّح..    سامي المقدم: معرض تونس للكتاب 39... متاهة تنظيمية حقيقية    وزارة الصحة: احمي سَمعِك قبل ما تندم... الصوت العالي ما يرحمش    قبل أن تحج: تعرف على أخطر المحرمات التي قد تُفسد مناسك حجك بالكامل!    دليلك الكامل لمناسك الحج خطوة بخطوة: من الإحرام إلى طواف الوداع    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على طاولة الحكومة... تحسين المقدرة الشرائية... أولوية
نشر في الشروق يوم 28 - 11 - 2019

بعد 8 سنوات من الثورة، وتداول 8 حكومات على حكم البلاد، ما يزال أغلب التونسيين يعيشون ضنك العيش جراء تواصل الارتفاع المشط للأسعار وتلاعب المحتكرين بمسالك توزيع الانتاج، فكيف يمكن تحسين المقدرة الشرائية للتونسيين ؟
تونس (الشروق)
وبالتوازي مع المشاورات الجارية قصد تشكيل الحكومة الجديدة، تواصل «الشروق» استقراء أهم الاولويات المطروحة التي يتطلع الى تحقيقها التونسيون، حيث نسلّط الضوء اليوم على سبل تحسين المقدرة الشرائية عبر متابعة الملف مع ثلة من الخبراء.
وضع خطير
وكشفت ورقة بحثية أعدها مركز دراسة الاسلام والديمقراطية مطلع العام الحالي أن القدرة الشرائية للطبقة الوسطى قد تراجعت بين 2010 و 2018 في تونس بنسبة 88 بالمائة نتيجة عدة عوامل، أهمها تراجع قيمة الدينار وتعمق العجز التجاري وتراجع الانتاج وسيطرة المحتكرين والمضاربين على مسالك التوزيع، لافتة الى أنّ عمليات الزيادة في الاجور كل هذه السنوات لم تحل الازمة لكونها انخرطت في حلقة مفرغة من تناوب الزيادات في الاجور مع الزيادات في الاسعار بما ضاعف نسبة التضخم المالي الى حدود 6.5 في المائة، فهل من سبيل ومقترحات عملية لتجاوز هذه المعضلة؟
بسط السيطرة على مسالك التوزيع
يجمع خبراء المجال على أن الالية الاكثر نجاعة لتحسين المقدرة الشرائية والتي لم يعد هناك مهرب من تطبيقها هي التحكم في مسالك التوزيع، وفي هذا السياق يرى استاذ الاقتصاد والوزير السابق للمالية حكيم بن حمودة في تصريحه ل››الشروق›› أن الحكومة القادمة مدعوة الى الانتقال بمحاربة الاحتكار من الاجراء الظرفي الى المشروع الوطني المتواصل للقضاء على المخازن العشوائية.
ولتحقيق النجاعة في محاربة الاحتكار يتعين الاقتداء ببعض التجارب الناجحة وملاءمة التشريعات مع الواقع، وفي هذا السياق يقترح الخبير الاقتصادي وجدي بن رجب في تصريحه ل››الشروق›› النهل من التجربة البرازيلية التي احتفظت فيها الدولة بدورها التعديلي للسوق على الرغم من تحريره وذلك عبر بعثها لشركات متخصصة في التوزيع لا يمكن للمنتوج أن يسوق الا عبرها ،بما حافظ على استقرار نسبي في مجمل المواد وخاصة منها المواد الاساسية، مضيفا بأنه على الحكومة تعديل العديد من التشريعات في اتجاه منع تخزين المنتجات لفترات طويلة لضرب فلول الاحتكار والمضاربة.
كما اقترح الاكاديمي و استاذ التصرف في الجامعة التونسية حليم النفاتي في تصريحه ل››الشروق›› ضرورة مراجعة قانون الصلح التجاري الذي يمكن في الغالب المهربين من دفع هامش ضئيل من الاموال مقابل العفو عن جرائمه، حيث يتعين على الدولة مزيد الردع والتشهير بالمتلاعبين بقوت التونسيين.
إجراءات أخرى
وتساهم احكام الرقابة على مسالك التوزيع في الحل، غير انها تبقى منقوصة في ظلّ غياب عوامل اخرى من شأنها ان تؤدي الى تحسين المقدرة الشرائية للمواطنين، حيث يقترح وجدي بن رجب تعزيز هياكل الرقابة الاقتصادية بالرصيد البشري الكافي والامكانات المادية الملائمة ، الى جانب اشتغال الحكومة الجديدة على مخطط اقتصادي قصير المدى يهدف اساسا الى تنشيط المحركات الاقتصادية الاساسية لتثبيت سعر صرف الدينار والعمل على الرفع من الانتاج وتقليص العجز التجاري والحد من الواردات العشوائية وتشجيع التصدير فضلا على تبني اجراءات ناجعة في استقطاب الاستثمار حيث تمكن كل هذه العوامل من خلق الثروة وتحقيق وفرة في الانتاج ومن ثمة تحسين القدرة الشرائية.
ولتحقيق استدامة في تحسن المقدرة الشرائية يقترح حكيم بن حمودة على الحكومة الجديدة عددا من الاصلاحات الهيكلية المستوجبة في مجالات بات لها تأثير سلبي على عيش التونسيين واصبحت مجالا للانفاق المرتفع، مقترحا ضرورة اعادة تأهيل المدرسة العمومية لتخفيف عبء تكاليف التعليم على الفئات الهشة، واصلاح المؤسسات الصحية العمومية لتعديل تكاليف الصحة والامر ذاته ينسحب على النقل العمومي، وذلك الى جانب مراجعة سياسة الدعم في اتجاه منحه الى مستحقيه.
ويخلص خبراء المجال على أن الحكومة القادمة ازاء تحد كبير يتطلع الى الاستجابة لانتظارات التونسيين في تحسين عيشهم في ظلّ وضع مالي متدهور ينذر بمؤشراته مشروع قانون المالية القادم، وهذا التحدي الوطني يستوجب وجود المشروع وانكباب الطبقة السياسية حوله قبل تفجّر الاوضاع الى الاسوأ.
استياء من الجملي
ابدى عدد من الخبراء الاقتصاديين استياء من رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي على خلفية عدم دعوتهم الى المشاورات الموسعة التي يجريها قصد تشكيل الحكومة، لافتين الى ان المرحلة الراهنة اقتصادية اجتماعية بالاساس وتستوجب تعميق النقاش حول سبل تحسين المقدرة الشرائية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.