بَعد الخيبة العربية، يُجدّد الترجي الليلة العَهد مع مُنافسات رابطة الأبطال بقمّة نارية ستجمعه بالرجاء في مركب محمّد الخامس. مَهمّة الترجي لن تكون سَهلة خاصّة أن الفريق المغربي يتحصّن بالأرض والجمهور. كما أن معنوياته تُلامس السماء بفضل تأهّله التاريخي على حساب غريمه الوداد في مُنافسات الكأس العَربية التي تَتضاعف قيمتها بالنسبة للأشقاء بحكم أن النُسخة الحالية تحمل اسم ملكهم محمّد السّادس. نعم الترجي تَنتظره أمسية صَعبة في الدار البيضاء، لكن لا تُساورنا ذرّة شك في أن بطل تونس وزعيم افريقيا سيكون في مُستوى الانتظارات وسيُقدّم مباراة بطولية ضدّ الرجاء وأمام أعين الوِداديين وهم الأكثر إكتواءً بنيران الترجي. ثقتنا غير محدودة في مُمثل تونس لأن التاريخ اعترف بقوّته في ضيافة أعتى الجمعيات الإفريقية وأصعب الملاعب بداية ب»لوبومباشي» وُصولا إلى «أمّ درمان» وسطيف ومركب محمّد الخَامس الذي تشهد جُدرانه على صُمود الترجي أمام كِبار الكرة المغربية وفي مُقدّمتهم الوداد. وقد كان هذا الميدان مسرحا لتعادل الترجي أمام الوداد في ذهاب نهائي رابطة الأبطال عام 2011 هذا قبل أن يستضيفه في رادس وينتزع منه اللقب الغالي بفضل الهدف الرائع ل»هَاريسون أفول» وبقيادة ابن الدار نبيل معلول. التاريخ لا يُثبت صولات وجولات الترجي خارج ميدانه فحسب بل أنه يؤكد أيضا قدرة الفريق على تَخطي عثراته بسرعة قياسية. ولاشك في أن أبناء الشعباني سيُبرهنون في سهرة اللّيلة عن تعافيهم التامّ من الجُرح الناجم عن الانسحاب المُر والمُبكّر من الكأس العربية وعلى يد فريق من الصفّ الثاني وهو أولمبيك آسفي. الترجي سيدخل لقاء الرّجاء بنيّة الإنتصار و»الثأر». ذلك أن مُمثّل تونس يريد استعادة كبريائه بعد السُقوط في فخّ آسفي وضياع «الحلم العربي» بما فيه من مكاسب رياضية ومَالية. كما أن الترجي يُطارد الفوز في المغرب لتحقيق بداية مثالية في دور المجموعات فضلا عن «الثأر» من الرجاء الذي كان قد سَرق من الجماهير الترجية أكثر من فرحة وذلك على عكس الوداد الذي يُواجه «العُقدة الترجية» منذ قرابة عشرين عَاما. ولا أحد بوسعه نسيان «فِينال» رابطة الأبطال عام 1999 عندما عاندت الكرة زملاء الواعر ومنحت اللّقب للرّجاء عبر الركلات الترجيحية. كما أن «المكشخين» مازالوا يَعيشون على الذّكرى السّيئة لكأس ال»سُوبر» التي افتكّها الرجاء من أبناء الشعباني منذ أشهر قليلة على أرض قطر. وتبدو الفرصة اللّيلة مُناسبة ليَسترجع الترجي مستواه المعهود ويُصفّي «حِساباته» مع الرجاء في كنف الروح الرياضية خاصّة أن العَلاقات بين الناديين جيّدة. ومن المُنتظر أن يُصبح حبل الودّ أكثر متانة في ظل الشراكة المُرتقبة بين الفريقين على هامش اللّقاء المُكرّر بينهما في منافسات «الشُومبيانزليغ». ومِثل هذه الاتّفاقيات من شأنها أن تُخفّف من التوتّرات التي افتعلها صاحب «البُكائيات» الشهيرة وهو الوداد المُراهن حتما على انهزام الترجي وذلك ليس من باب التَعاطف مع مُواطنه الرجاء وإنّما شماتة في الترجي الذي أسقطه بالضّربة القاضية في الميدان وحتى في أروقة المَحاكم الرياضية التي ملّ قُضاتها من نُواح هيئة سعيد الناصيري. الترجي لا يعرف طبعا البُكاء بدليل أنه قدّم التهاني لآسفي ثمّ طار إلى الدار البيضاء بحثا عن انتصار يُصالح به الأحباء ويُؤكد من خلاله أن الخسارة العَربية مجرّد عثرة عَابرة في مسيرة حافلة بالألقاب والأفراح. البرنامج: رابطة أبطال افريقيا (الجولة الأولى من دور المجموعات) في المغرب (س20): الرجاء البيضاوي - الترجي الرياضي التونسي (الحكم الجنوب – افريقي فيكتور غوميز)