بَعيدا عن بُكائيات الوداد طار الترجي إلى المغرب لمُلاقاة أولمبيك آسفي في إطار مُنافسات الكأس العَربية. وقد استقبل الأشقاء البَعثة الترجية بالزهور في إشارة قوية إلى أن العَلاقات الممدودة بين تونس والرباط قوية ولا يُمكن بأيّ حال من الأحوال أن تُفسدها المُباريات الرياضية. هذا «الدربي» المغاربي سيدور في ملعب المسيرة الخضراء وسيستقطب اهتمام الأحباء من «باب سويقة» إلى آسفي المشهورة بالفخّار والسّمك وأيضا بالأولمبيك الحَالم بالصّمود في وجه «المَاكينة» الترجية. ومن حقّ أولمبيك آسفي طبعا أن يحلم كما يَشاء على أن يتمّ الحسم على أرضية المسيرة الخَضراء حيث ستكون الكَلمة للفريق الأجدر ولو أن التاريخ والمنطق يُؤكدان أن الترجي سيُسقط مُنافسه بالضّربة القاضية سواء أثناء الشوط الأوّل في المغرب أوخلال الشوط الثاني في تونس وذلك بعد ثلاثة أسابيع من لقاء اللّيلة. ولئن سيستثمر أولمبيك آسفي عاملي الأرض والجمهور فإن الترجي يُراهن على خبرات السنوات الطويلة لتحقيق الانتصار أوعلى الأٌقل التعادل حتى تطمئن القلوب على «الحلم العربي» وحتّى يتفادى الفريق كلّ المفاجآت السيئة على هامش مباراة الإياب في تونس. ولا يُساورنا أدنى شك في أن الترجي لن يتأثُر بالضّغط الجماهيري خاصّة أن سفير الكرة التونسية جاب افريقيا بالطول والعرض وكسب التّحدي في أصعب وأخطر الملاعب بداية ب»لوبومباشي» وُصولا إلى مركب محمّد الخامس مَعقل الوداد الذي يُعاني من «العُقدة» الترجية منذ عشرين عاما. وبالتوازي مع تقاليده الكبيرة في المسابقات الخارجية يمرّ الترجي في الفترة الحالية بإنتعاشة تاريخية أكدتها المسيرة الوردية على جميع الواجهات المحلية والعربية والقارية فضلا عن نجاح أبناء الشعباني في حصد اعجاب المتابعين في الداخل والخارج بعد الأداء الرائع في «كلاسيكو» صفاقس. ولاشك في أن لقاء آسفي يُشكّل فرصة مِثالية ليُؤكد الترجي قُوّته ويُواصل استعراض عضلاته دون الوقوع في فخّ الإستسهال. ذلك أن الفريق المغربي يملك سِجلاّ مُتواضعا ويفتقر إلى الخبرات والمُؤهلات التي بحوزة أقطاب مغربية أخرى مِثل الرجاء والوداد لكن هذا لا يُخفي أبدا خطورة الأولمبيك المُتعادل مُؤخّرا أمام الرجاء والسّاعي إلى الدفاع عن «حلمه العربي» بشراسة. البرنامج: كأس محمّد السادس للأندية الأبطال (ذهاب الدور ثمن النهائي) (س19) في آسفي (ملعب المسيرة الخضراء): أولمبيك آسفي – الترجي الرياضي (الحكم العراقي علي صباح)