يعرف القطاع الفلاحي في تونس خطرا كبيرا وتهديدا جديا بالانهيار في الوقت الذي تطلق فيه صيحات الفزع في كل مكان .... في سنوات قليلة انهارت كل منظومات الإنتاج الفلاحي وعرف القطاع خطة ممنهجة لتفقير الفلاحين الذين صاروا عاجزين اليوم عن سداد ديونهم وضاعت أرزاقهم والكثير منهم اختار مغادرة القطاع وهجر الأراضي .... انهارت منظومات الإنتاج ولم تتحرك الحكومة واليوم تونس ستضطر الى توريد اللحوم والأبقار والخرفان والحليب كما اضطرت الى توريد مواد فلاحية كثيرة كنا ننتجها... لن نبحث عن المتهم وعن الأسباب التي أدت الى ضرب وتدمير منظومات الإنتاج لكن علينا ان نفكر في ايجاد حلول وانقاذ القطاع الفلاحي... لا يمكن ان يستمر هذا التدمير ويتواصل الخراب .... الفلاحة في تونس تحتاج الى برامج إنقاذ وإصلاح مثلها مثل القطاعات المنهكة في تونس كقطاع الصحة وقطاع التعليم ... في السنوات القليلة الماضية خسرت تونس قطيعها من الأبقار واضطرت الى توريد الحليب ولا يستبعد ان يتم في الأيام القادمة توريد منتوجات فلاحية اخرى ... ليست فقط منظومات الإنتاج دمرت وانهارت بل أيضا منظومة التكوين وما كان يعرف بالإرشاد الفلاحي ... ظلت الفلاحة في تونس بدائية وتقليدية ومعاشية بالأساس بعيدا عما يعرفه القطاع من تطور تكنولوجي كبير في العالم وغابت الصناعات التحويلية التي تعد من اهم عناصر وتنمية القطاع الفلاحي .... في تونس اليوم فلاحة منهارة وفلاحون فقراء يعانون من المديونية المجحفة وتحت رحمة السماسرة والمهربين ووسطاء أسواق الجملة .... لماذا تصمت الحكومة عن نقص الأسمدة الزراعية وعن عجز الفلاحين عن تسويق إنتاجهم وعن تدمير كل منظومات الإنتاج .... لماذا ترفض الحكومة إقرار برامج لتوزيع الأراضي الزراعية المهملة على الشباب وخلق جيل جديد من الفلاحين والمزارعين يصنعون نهضة فلاحية وزراعية جديدة ... يمكن للفلاحة ان توفر آلاف فرص الشغل والعمل ويمكن ان تقلص من البطالة المتفشية في الجهات الداخلية والمحرومة ويمكن لتونس ان يكون لها جيل جديد من المستثمرين الفلاحيين وانقاذ القطاع الذي يعاني الآن كل أشكال التدمير ... على الحكومة القادمة ان تتحرك وتبادر من أجل إنقاذ الفلاحة قبل حلول الكارثة ...