عادت الشبيبة إلى القيروان بفوز ثمين جدا من خارج الديار وقد أثبت الأغالبة جرأتهم وقوة شخصيتهم وقدرتهم على التغلب على الصعوبات والمشاكل التي تعترضهم وبالتالي تجاوز أزمة النتائج التي تردى فيها الفريق منذ بداية الموسم مما أثار الكثير من الجدل في صفوف الاحباء وخلف أجواء متوترة في القيروان لأن الفريق حقق سلسلة من النتائج الكارثية لم تعهدها «الجي اس كا» منذ كان الفريق في القسم الثاني في بداية السبعينات . فأين كان يكمن الخلل؟ وما الذي حدث حتى يعود الفريق إلى سكة الانتصارات بتحقيق فوزين ثمينين متتاليين على نجم المتلوي في القيروان وعلى نادي حمام الأنف خارج القواعد في الجولتين الاخيرتين وهما لقاءين من فئة ست نقاط؟ لعنة الأزمة المالية من خلال ملامستنا لواقع الشبيبة عن قرب نلاحظ أن الأخطاء التي وقعت فيها الهيئة وكذلك الاطار الفني السابق تتعلق أساسا بعدم فرض الانضباط والتسامح المفرط مع أخطاء اللاعبين وتجاوزاتهم إلى جانب عدم جاهزية بعض العناصر المنتدبة وتواضع مؤهلاتهم الفنية والبدنية خاصة وأن أهل القرار كان شغلهم الشاغل فك الأزمة المادية التي لم يتوصلوا إلى إيجاد حلول لها بحكم حجم الديون المتراكمة وعدم تمرير التقرير المالي خلال الموسمين الاخيرين وهو ما يتخالف وقوانين الجمعيات الرياضية مما عطل صرف المداخيل القارة وترك الهيئة في مأزق كبير. يذكر وان مصاريف الشبيبة في الموسم الماضي حسب تصريح رئيس الشبيبة محمد المامني لم تتجاوز المليار في الفروع الثلاثة بما يؤكد وجود تقشف كبير وغير معهود في المصاريف ونفس الشيء هذا الموسم تقريبا في انتظار توضيح الأمور بخصوص الغموض المسيطر على التقارير المالية وتحديد المسؤوليات قضائيا.. الانضباط وضغوطات الأحباء ليس هنالك أي سرّ أو لغز في انهيار نتائج الشبيبة فالكل يدرك أن الأمر يتعلق أساسا بتسيب اللاعبين وهذه القناعة عجلت بانتداب المدرب سفيان الحيدوسي بعد استقالة المدرب مراد العقبي وبالفعل وجدت ضالتها في هذا الفني لمعالجة داء التسيب الذي نخر الفريق واوجد انقسامات وانشقاق داخل المجموعة فتكفل الحيدوسي بهذه المهمة وهو الذي نجح فيها سابقا مع «الجي اس كا» واذا اضفنا الى ذلك الضغوطات الإيجابية التي سلطها الأحباء على اللاعبين والمسؤولين جاءت الانتصارات وعاد الفريق إلى السكة الصحيحة بتحقيق فوزين هامين جعلا الشبيبة تغادر ذيل الترتيب في انتظار مواصلة تأكيد الاستفاقة للموقع في مرتبة مريحة مع نهاية مرحلة الذهاب. الأحباء غاضبون من جامعة السلة على خلفية أحداث العنف التي شهدتها مباراة الشبيبة وجمعية الحمامات في كرة السلة خلال الجولة الاخيرة التي احتضنتها قاعة عزيز ميلاد وبعد الاستماع إلى جميع الأطراف والاستئناس بتقرير طاقم التحكيم قررت لجنة العقوبات صلب جامعة كرة السلة تسليط عقوبة مادية قاسية على الشبيبة ب13 ألف دينار ومنع الجمهور من حضور المباريات حتى نهاية الموسم وقد أثار هذا القرار غضب احباء وعشاق الأخضر والأبيض الذين فوجئوا بهذا القرار القاسي وعبروا عن استيائهم وقرروا القيام بوقفة احتجاجية هذا الأسبوع امام مقر الجامعة للتنديد بهذا القرار والمطالبة بمراجعته.