أكثر من 450 طبيبا جامعيا هاجروا وغادروا تونس دون رجعة خلال سنة 2020 التي لم تنته بعد ... هولاء يمثلون نخبة الاطباء في تونس هاجروا وتركوا المستشفيات وكل المرضى ينتظرون مصيرهم. قبلهم في السنوات العشر الاخيرة هاجر آلاف الاطباء والمهندسين والفنيين وخريجي الجامعات بعد أن دفعت المجموعة الوطنية ودافعي الضرائب في تونس أموالا طائلة لتدريسهم وتكوينهم .... وعلى قائمة الانتظار في السفرات الاجنبية في تونس آلاف الشبان التونسيين وخريجي الجامعات ينتظرون دورهم للهجرة ومغادرة الوطن والهروب منه دون رجعة .... لكن في تونس الحكومة وكل الحكومات السابقة لم تهتم بهذا الموضوع وآخر اهتماماتها هجرة الأدمغة التونسية ... اليوم يعتصم في تونس أكثر من 5 آلاف حامل لشهادة الدكتوراه يعانون منذ سنوات من البطالة والفقر والخصاصة والحرمان والتهميش ... لا الجامعات والكليات بحاجة إليهم ولا المخابر ولا المصانع ومراكز البحوث تبحث عنهم وتسعى لاستقطابهم وتوظيف خبراتهم ومعارفهم .... اضطروا الى الاعتصام قبل الهروب الكبير والهجرة دون رجعة للوطن .... الجامعات والكليات التونسية اقتصرت مهمتها في السنوات الاخيرة على تكوين الكوادر والخريجين والاطباء والمهندسين والفنيين السامين ثم دفعهم نحو الهجرة والبحث عن فرص عمل خارج حدود الوطن ... اليوم على الحكومة ان تولي هذا الموضوع حقه وان تضع البرامج والمخططات لتوظيف خريجي الجامعات وحاملي شهائد الدكتوراه وعددهم بالآلاف ، مهمتها ان تفتح مخابر البحث ومراكز الدراسات لتوظيف كل هؤلاء فالوطن بحاجة إليهم ..... للأسف عبقرية الحكومة تمثلت الآن وبعد اعتصام طويل لحاملي شهادة الدكتوراه على إمضاء اتفاقية مع اتحاد الاعراف ، اتفاقية ليست هي الحل المطلوب... نخشى ان نستيقظ يوما فنجد كل مستشفياتنا دون أطباء وجامعاتنا دون أساتذة وباحثين وربما دون طلاب أيضا .... حكومات تهتم بالحلول الهشة والبالية وتقدم تصورات ومبادرات فاشلة وعاجزة على حساب القضايا الكبرى للشعب والوطن، في كل ركن وفي كل مدينة وقرية مشكل ينتظر الحل في الوقت الذي يكتفي فيه أعضاء الحكومة بالحديث عن الوضع الصعب والمتردي دون تقديم حلول لذلك الوضع ... المطلوب الآن برنامج انقاذ حقيقي قبل الانهيار .... سفيان الاسود
