يقدم الصوم لخلايا الجسم خدمات جليلة إذ يخلصها من الدهون ومن بعض المواد السامة ويحسن وظيفة الهضم لكن قبل التطرق إلى مختلف فوائد الصوم الأخرى دعونا نتعرف على حكم الصوم في الطب أي متى يكون المريض مطالبا بالصوم ومن يكون صومه غير ممكن؟ مثل هذه التساؤلات حملناها إلى الدكتور محمد بوشوشة الذي أشار في البداية إلى ضرورة أن يكون الطبيب ملما متضلعا بالمسائل الشرعية التي تتعلق بصحة الانسان وأن تكون نصائحه نصائح فردية قد تنطبق على هذا المريض ولا تنطبق على ذاك وعن حكم الصوم في الطب يقول: «الصوم غير محبّذ في الطب بالنسبة للمرضى الذين أصيبوا جراء مرضهم بالهزال (ضعف بنية الجسم) لأن مثل هؤلاء المرضى غالبا ما يطالبون بالأكل للتغلب على مرضهم. الصوم غير محبذ أيضا للمرضى الذين مطالبين بتناول الأدوية بصفة منتظمة وعلى مدى كامل أوقات اليوم مثل مرضى السكري الذي يستدعي الحقن بالأنسولين ومثل الذبحة الصدرية التي تستوجب تناول الدواء كل ساعتين. الصوم ممكن ما عدا ذلك يؤكد الدكتور محمد بوشوشة ان الصوم ممكن للمريض إذا رأى الطبيب بأنه بإمكانه تجرع الدواء بالليل عوض النهار ومثل هذا الأمر ينطبق على الأمراض الجرثومية (برنشيت مثلا) مع الحرص على عدم تعريض صحة المريض للخطر والاتصال بالطبيب لاستشارته. حكم الصوم الثالث في الطب أنه واجب وقد يكون في الأغلب دواء خاصة إذا ما ارتبط الأمر بأمراض نشفى منها بالحمية مثل أمراض السمنة وزيادة الوزن والكوليسترول في الدم. وإضافة إلى مزاياه الصحية فللصوم فوائد فيزيولوجية تتجسد خاصة في التعوّد على الحرمان من الأكل والملذات وتهذيب النفس من الجشع وتعويدها على الصبر. ويبقى الصيام تدريبا على الالتزام وعلى ضبط النفس والسيطرة على الشهوات. * رضا بركة الفوائد الجسدية للصوم: فوائد الصيام كثيرة تشمل كل أبعاد الحياة الانسانية، بحيث أنها تدخل في كل خلية من خلايا الجسم، وتشمل كل ذرة فيه، كما أنها تلج في عملية بناء الروح والنفس وترويضها والسير بها نحو الكمال، وما تقي منه على صعيد الجسد أمور منها. أ الوقاية من الأورام: وهو يقوم بدور مشرط الجراح الذي يزيل الخلايا التالفة والضعيفة في الجسم، باعتبار ان الجوع يحرك الأجهزة الداخلية في الجسم لمواجهة ذلك الجوع، ما يفسح المجال للجسم لاستعادة حيويته ونشاطه، ومن جانب آخر، فإنه يقوم بعملية بناء الخلايا والأعضاء المريضة، ويتم تجديد خلاياها، فضلا عن دور الوقاية من كثير من الزيادات الضارة مثل الحصوة والرواسب الكلسية والزوائد اللحمية والأكياس الدهنية، والأورام في بدايات تكونها. ب التوازن في الوزن: يقوم بدور انقاص الوزن لمن يعاني السمنة، ولكن بشرط أن يصاحبه اعتدال في كمية الطعام في وقت الافطار، وإلا يتخم الإنسان معدته بالطعام والشراب بعد الصيام، وهنا يفقد الصيام خاصيته في جلب الصحة والعافية والرشاقة، ويزداد معه بدانة. ج الحماية من السكر: يقوم بعملية خفض نسبة السكر في الدم إلى أدنى معدلاتها، ويتم ذلك من خلال اعطاء البنكرياس فرصة للراحة، لأن البنكرياس يفرز الأنسولين الذي يحوّل السكر إلى مواد نشوية ودهنية تخزن في الأنسجة، وعندما يزيد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة يصاب البنكرياس بالارهاق ويعجز عن القيام بوظيفته، فيتراكم السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدريج حتى يظهر مرض السكر.