لم تكاد تونس تخرج من ازمة حكومة الياس الفخفاخ المتهمة بتضارب المصالح حتى دخلت في ازمة جديدة هي ازمة اليمين الدستورية للوزراء الجدد ، الازمة الجديدة كشفت الكثير من التفاصيل اهمها حدة الصراع والخلاف بين رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس حركة النهضة ورئيس الدولة. ازمة دستورية خانقة ومخيفة في وقت يعيش فيه الشعب التونسي على احتدام ازمة وباء الكورونا الى جانب الانهيار الاقتصادي الذي تمر به تونس منذ سنوات. ازمة دستورية تضاف لها ازمة اخلاقية داخل برلمان بعيد عن الشعب وعن مشاكله الاجتماعية والاقتصادية وكل نوابه تقريبا صاروا مختصين في السب والشتم بعد ان قدموا للشعب الوعود الكاذبة واتهموا الناخبين انهم اصحاب حلول. وفي الوقت الذي يكتفي فيه رئيس الدولة بالتصريحات المثيرة وبتفسير الازمة الدستورية والقانونية التي نعيشها رغم اننا نتمتع بأفضل دستور في العالم كتبه نواب عباقرة وجهابذة في المجلس الوطني التأسيسي يسقط ضحايا جدد للارهاب وللألغام المزروعة في الجبال منذ عشر سنوات. كتب على هذه البلاد ان تعيش الأزمة تلو الأخرى وكتب عليها ان تعاني منذ عشر سنواتمن سياسيين فاشلين عاجزبن عن تقديم الحلول والمبادرات وحل الاشكاليات التي يتخبط فيها الشعب. سنحتاج الى الكثير من المختصين في القانون وتحليل الدستور لنفهم ان حكام تونس اليوم يمارسون العبث السياسي وهم ابعد ما يكونون عن مشاكل الشعب الحقيقية ، مشاكل الفقر والبطالة ومشاكل التعليم والانقطاع المدرسي ومشكل استفحال الأمية الى جانب تفشي الفساد في كل القطاعات. كم سنحتاج من الوقت لنخرج من هذة الأزمة الدستورية التي اشترك الجميع في صنعها لنخرج منها وندخل في ازمة جديدة يصنعها السياسيون الذين انتخبهم الشعب المسكين عندما صدق انهم سيكونون في خدمتهم وخدمة مصالحهم. كلهم مذنبون وكلهم يشتركون في صنع الازمة وكلهم غدروا بالوطن. سفيان الاسود
