تحل في هذا اليوم الرمضاني المبارك ذكرى استشهاد الرمز التونسي العزيز عمران المقدمي في عملية مقاومة بطولية ثأرا للشهيد أبو جهاد. تحل هذه المفخرة الوطنية الطيبة وشباب القدس يسطر أشرف المواجهات في أشرف معارك الوجود ضد قطعان الإرهاب الصهيوني ممثل العدوان الاستعماري المعولم على شعبنا العربي في فلسطينالمحتلة. تذكر هذه الجولة من مكافحة إرهاب العدو ومقاومة حالة احتلاله المؤقت لأرض فلسطين الطاهرة، تذكر العالم المتخبط بين شتى جرائم الاعتداء على الشعوب من هافانا إلى صنعاء وسائر ألوان الفشل في القضاء على وباء كورونا وجميع مظاهر القتل الاقتصادي والتذبيح الاجتماعي لغالبية سكان الأرض، أن رمز الحق الإنساني العالمي في الانتصار على أشنع إرهاب عنصري تهجيري واحلالي في التاريخ باق في ضمير كل أحرار العالم أينما كانوا وكيفما كانوا، بل انه لا مناص من خوض معركة الإنسانية الأرقى لإنقاذ العالم بأسره من وحوش الأسلحة والثروات الموجة لابادة البشر والحياة أينما وجدت خلايا وشبكات الصهيونية العالمية المتغلغة في النظام العالمي المعولم اقتصاديا وماليا. وعلى مسافة يومين من اليوم العالمي لمناهضة الإمبريالية، يواصل شعبنا في فلسطين نيابة عن الإنسانية خلط أوراق العدو وبعثرة خطط رعاته وقلب الطاولة على جرائم عبيده ومواليه. إن هذا الوضع المتجدد والمتصاعد من انتفاضة إلى انتفاضة يجعل القدس أقرب فأقرب بالمقاومة ويجعل طريق العودة أقرب فأقرب بالتحرير ويجعل العاصمة القدس كل القدس الموحدة والأبدية شرط وجود دولة فلسطين المستقلة من البحر إلى النهر وعلى كامل أراضي فلسطين التاريخية ويؤكد للعدو انه مزعزع الروح مزلزل الدماغ مهزوز الإرادة مقصوف النفسية متصدع الجبهة الداخلية مشلول البنية السياسية مغلول الأفق الاستراتيجي مردوع القوة العسكرية مهدود القوى البشرية معدوم القدرة على البقاء مهدد في وجوده الزائف الزائل محدود الوظائف متراجع التفوق متفاقم المأزق الوجودي منذ أن دخل مرحلة الهزيمة، بل الهزائم الحاصلة والداهمة حتى الهزيمة الأكبر التي بدأت علاماتها تلوح وترسخ كل تقديرات الأمن القومي للعدو وسوف تترجم إلى زوال مبكر وشيك؛ زوال من الوجود مهما توهم المتوهمون واستعجل المستعجلون. يومئذ لن تنفع التبعية ولن ينفع التطبيع ولن تنفع الأسرلة والتسريل ولن تنفع الأموال والإعلام ولا المخابرات والاستثمارات. وإن غدا لناظره لقريب.