بن عروس: انتفاع 57 شخصا ببرنامج التمكين الاقتصادي للأسر محدودة الدخل    العاصمة: وقفة احتجاجية لعدد من اصحاب "تاكسي موتور"    وقفة احتجاجية ضد التطبيع الأكاديمي    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    الإعداد لتركيز مكتب المجلس العربي للاختصاصات الصحّية بتونس، محور اجتماع بوزارة الصحة    إعلام هامّ من الوكالة الفنّية للنقل البرّي    صدور قرار يتعلق بتنظيم صيد التن الأحمر    600 سائح يزورون تطاوين في ال24 ساعة الأخيرة    حوادث : 13 قتيلا و354 مصابا في الأربع والعشرين ساعة    عاجل/ تحذير من أمطار وفيضانات ستجتاح هذه الدولة..    فريق عربي يحصد جائزة دولية للأمن السيبراني    الحكومة الإسبانية تسن قانونا جديدا باسم مبابي!    لاعب الترجي : صن داونز فريق قوي و مواجهته لن تكون سهلة    هلاك كهل في حادث مرور مروع بسوسة..    فاجعة المهدية: الحصيلة النهائية للضحايا..#خبر_عاجل    تسجيل 13 حالة وفاة و 354 إصابة في حوادث مختلفة خلال 24 ساعة    متابعة/ فاجعة البحارة في المهدية: تفاصيل جديدة وهذا ما كشفه أول الواصلين الى مكان الحادثة..    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    أبطال إفريقيا: الترجي الرياضي يواجه صن داونز .. من أجل تحقيق التأهل إلى المونديال    عاجل/ منخفض جديد وعودة للتقلّبات الجويّة بداية من هذا التاريخ..    وزارة المرأة : 1780 إطارا استفادوا من الدّورات التّكوينيّة في الاسعافات الأولية    حريق بشركة لتخزين وتعليب التمور بقبلي..وهذه التفاصيل..    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    جندوبة : اندلاع حريق بمنزل و الحماية المدنية تتدخل    زلزال بقوة 5.5 درجة يضرب هذه المنطقة..    الإعلان عن نتائج بحث علمي حول تيبّس ثمار الدلاع .. التفاصيل    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    "ألفابت" تتجه لتجاوز تريليوني دولار بعد أرباح فاقت التوقعات    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    بطولة انقلترا : مانشستر سيتي يتخطى برايتون برباعية نظيفة    البطولة الايطالية : روما يعزز آماله بالتأهل لرابطة الأبطال الأوروبية    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    تواصل نقص الأدوية في الصيدليات التونسية    طقس الجمعة: سحب عابرة والحرارة تصل إلى 34 درجة    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة الأولى إياب لمرحلة "بلاي آوت"    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    الاستثمارات المصرح بها في القطاع الصناعي تتراجع بنسبة 3ر17 بالمائة خلال الثلاثي الأول من سنة 2024    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    جندوبة.. المجلس الجهوي للسياحة يقر جملة من الإجراءات    قبلي: السيطرة على حريق نشب بمقر مؤسسة لتكييف وتعليب التمور    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    قرابة مليون خبزة يقع تبذيرها يوميا في تونس!!    سعر "العلّوش" يصل الى 2000 دينار في هذه الولاية!!    خدمة الدين تزيد ب 3.5 مليارات دينار.. موارد القطاع الخارجي تسعف المالية العمومية    بطولة مدريد للماسترز: اليابانية أوساكا تحقق فوزها الأول على الملاعب الترابية منذ 2022    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    طقس الخميس: سحب عابرة والحرارة بين 18 و26 درجة    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حلم وكابوس: ما تبقى لكم في فلسطين!؟: د.شكري الهزَّيل
نشر في الفجر نيوز يوم 06 - 01 - 2011

منذ امد وعقود مضت وانا اسير على خطى التاريخ الفلسطيني تارة واثقا واخرى متشككا او مترنحا بين اليقين والشك بان فلسطين حلم لن يموت ولوبعد حين, ومنذ عقود والاحداث تطحننا وتطحن جغرافيا بلادنا برحاها, ومنذ امد ونحن نمد اصابع الاتهام نحو امريكا والصهيونيه التي سرقت وما زالت تمارس سرقة تراب فلسطين, لكننا للاسف اغفلنا دورنا الفلسطيني والعربي في تسهيل مهام الاحتلال الصهيوني في ترسيخ احتلاله في فلسطين لابل اغفلنا دور عامل الزمن والاجيال الفلسطينيه والعربيه التي نشأت في اجواء تضليليه وتغريبيه سواء في الوطن العربي وسياسة حكام الرده او في فلسطين وشعبها وطنا ومهجرا وهو الشعب الذي تعرض الى نهبل وسلب وطنه من جهه وتعرض قسم لاباس به منه الى التضليل والتدجين والتهجين من جهه ثانيه وبالتالي يخطأ من يظن ان جميع قطاعات وشرائح الشعب الفلسطيني ما زالت تناضل من اجل تحرير فلسطين لابل يخطأ من يظن ان جميع الاحفاد تحتفظ بذاكرة الاجداد .. لا .. وبالرغم من مرارة الحقيقه والصدمه فان الكيان الاسرائيلي قد نجح في ترويض الكثير من الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني وخارجه فهو ان لم ينجح في اسرلتهُم بالكامل لكنه نجح في تحييد نسبه كبيره من بينهم فهم اليوم يعيشون داخل كيان الدوله الاسرائيليه ضمن ظروف شبه عاديه تعترف بوجود اسرائيل و تتعايش معه وتعتاش منه من منطلق واقع مفروض او قسري او طوعي..المحصله ان الكثير من اجيال فلسطينيي الداخل لايعرفون سوى "اسرائيل" كدوله يعيشون في داخلها ويطالبون بحقوقهم داخل الاطار القانوني والجغرافي لهذه الدوله... حقيقة ان هذه الدوله بُنيت على تراب فلسطين وعظام الشعب الفلسطيني لم تعد حاضره في وجدان الكثير من الجيل الفلسطيني الجديد والحقيقه المره هي ان اللذين يغذون وجدان هذا الجيل ويمحو ذاكرته وتاريخه الفلسطيني هم احزاب و صحافه واعلام عربي "فلسطيني" ناطق بالعربيه والعبريه باسم اسرائيل وبوجودها الذي اصبح واقع راسخ في اذهان الكثير من اجيال الداخل, ويكفي ان يلقى الانسان نظرة على فحوى ولغة الكثير من الصحف و وسائل الاعلام المختلفه التي يديرها ابناء فلسطينيي الداخل ليكتشف الكارثه الوطنيه التي حلت بالاجيال الفلسطينيه وفرضت الاسرله والعبرنه على اجيال فلسطينيي الداخل الذين يعرفون اسماء الاماكن بالتسميات العبريه اكثر منها بالفلسطينيه لابل ان اللغه العبريه طغت على لغة الام العربيه في كثير من اماكن التواجد الفلسطيني في الداخل...ماجرى هو ان اسرائيل وابواقها من فلسطينيين واحزاب قد غسلت دماغ الكثير من الاجيال الفلسطينيه في الدا خل ونجحت الى حد بعيد في تحييدها عن تاريخها الفلسطيني ومشاركتها في نضال شعبها... الامر لا يتعلق فقط بعضوية بعض من هؤلاء العرب في الكنيست الاسرائيلي لابل يتعلق بمنظومه حزبيه واعلاميه " عبربيه" شامله نجحت الى حد بعيد في تحييد جزء من الشعب الفلسطيني وجعلته اسرائيليا اكثر من ماهو فلسطينيا.....جعلته يفكر في الوظيفه والبيت والمال والامتيا زات الاسرائيليه فقط واخر مايهمه هو السياسه وفلسطين لابل ان اطلال يافا وحيفا وعكا واللد والرمله وصفد وعسقلان لم تعد تعنيه وتهمه....فهي مجرد اثار او مدن قديمه كما تصفها اسرائيل........ هذا هو الواقع ومن يريد ان يواجهه عليه ان يخرج من قوقعة الكذب على الذات والرهان على الاوهام....الماكنه الصهيونيه الاعلاميه والاقتصاديه والسياسيه نجحت في عزل وتحييد نسبه كبيره من الشعب الفلسطيني وحولتها الى جز ء من تركيبة اسرائيل العامه.....الاعتراف بالواقع يخلق الدافع بالبحث عن الاسباب ولربما معالجة الخلل..... الخلل قائم وموجود والكابوس حط رحاله والسؤال هل من مشروع وطني فلسطيني مضاد لانقاذ ما امكن انقاذه؟؟
ليس هذا فقط لابل ان هذا الواقع اعلاه غيظ من فيض,وما لم يدركه الشعب الفلسطيني ذهنيا ووطنيا بعد عقود طويله من الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي ومشتقاته هو ان الصراع على الوطن الفلسطيني لم يعد محصورا بين القطب الفلسطيني والعربي الوطني وبين المعسكر الصهيوني والامبريالي والعربي العميل , والحقيقه هي ان الصراع اخذ مناحي جديده وخطيره في العقود الثلاثه الاخيره وتحديدا بعد عقد معاهدات كامب ديفيد واوسلو ووادي عربه وبالتالي يبدو لي انه من المهم لابل من الضروري اعادة صياغة وتعريف معنى معسكر اصدقاء ومعسكر اعداء القضيه الفلسطينيه بما يتناسب مع الواقع الجاري والحاصل لكامل مكونات القضيه الفلسطينيه وعليه ترتب القول اننا في هذه المقاله ليست بصدد البحث او التركيز في عواقب كامب ديفيد و وادي عربه رغم ترابطهما باوسلو ونهج اوسلو بقدر التركيز على ما افرزته اوسلو1994 من تيارات فلسطينيه تسير عكس التيار الوطني الفلسطيني واصبحت رافده من الروافد التي تصب في مصلحة الاحتلال الصهيوني وتزيده زخما وقوه في اتجاه المزيد من الاحتلال والاحلال كماهو جاري اليوم بوضوح في فلسطين وتحديدا في القدس والضفه الفلسطينيه.... الجاري في فلسطين هو مساومه صامته بين بقاء سلطة اوسلو ورموزها واستمرار الاحتلال والاحلال الاسرائيلي واستمرارية مشاريعه الاستيطانيه والاحلاليه في ما تبقى من فتات جغرافي وديموغرافي من الضفه الفلسطينيه والقدس وهي الضفه التي لم تعد ضفه ولم تعد مرتبطه بالقدس حيث مزقَّ جدار الفصل الصهيوني كامل احشاء واعضاء واطراف الضفه الغربيه وحولها الى معازل بشريه وجغرافيه, حيث ان السيطره الاسرائيليه الاستيطانيه والعسكريه على مناطق الضفه الغربيه والقدس اصبحت اكثر قوه و امتدادا من ماهي عليه قبل اوسلو وابان انتفاضة الحجاره,بمعنى بسيط ومبسط ماجرى منذ نشأة وتأسيس السلطه الفلسطينيه هو ان اسرائيل سيطرت على هذه السلطه ومشتقاتها ووظفتها لصالح الاستيطان والاحتلال الاسرائيلي من حيث تدري او لا تدري وما جرى بعد العام 1994 هو توطيد مزدوج للاحتلال الاسرائيلي ومشتقاته من فلسطينيين من من اصبحوا مع مرور الزمن من العوامل المساعده والداعمه للاحتلال والاستيطان الاسرائيلي في الضفه والقدس والى حد بعيد عامل مركزي في عملية حصار قطاع غزه واحتلالها واحتواءها من الاطراف من خلال اغلاق المعابر و اتباع استراتيجية حياة القطاره اتجاه الشعب الفلسطيني في غزه... لاحظوا معنا كيف يستفيد الاحتلال الاسرائيلي من السلطه الفلسطينيه بشقيها الغربي والشرقي[ غزه ورام الله], حيث يحاصر الاحتلال حماس وسلطتها والشعب الفلسطيني في غزه وفي نفس الوقت يُنسق[ اي الاحتلال] مع سلطة رام الله امنيا بوجود دايتون وقواته كحاميه للاحتلال وحائله بين نقاط التماس المفترضه بين الشعب الفلسطيني وقوات الاحتلال.....
..في غزه لايوجد نقاط تماس ومقاومه شعبيه بين الاحتلال والشعب الفلسطيني المحاصر وفي الضفه ايضا لايوجد تماس بين الاحتلال والشعب الفلسطيني المُحتل حيث تتكفل قوات امن السلطه بالحفاظ على الهدوء والحيلوله دون قيام مكونات مقاومه او انتفاضه شعبيه كما جرى في انتفاضة الحجاره 1987 وانتفاضة الاقصى2000 والاتصال المباشر بين المنتفضين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي.... ما لم يدركه الكثيرون ان سلطة اوسلو بشقيها الغربي والشرقي قد نجحت ايضا في تحييد جزء لا يستهان به من الشعب الفلسطيني عن قضيته الفلسطينيه والتحييد لا يعني فقط حماية الاحتلال الاسرائيلي والصمت على الاستيطان لابل يعني ايضا الترويج لمفاهيم وطنيه تضليليه تعزل بين مكونات الشعب الفلسطيني لابل ان سلطة اوسلو سعت وتسعى دوما الى عزل فلسطيني الداخل عن قضيتهم و اعتبارهم حاله اسرائيليه, لكن الانكى هو اهمال السلطه الفلسطينيه لقضية اللاجئين والتي تتجلى نظريا وعمليا في تحييد المخيمات الفلسطينيه في الخارج عن اخذ دورها في النضال الفلسطيني من خلال تجميد فعالياتها منذ عقود من الزمن وتحديدا منذ عام 1994 ... لاحظوا معنا كانت المخيمات الفلسطينيه[ لبنان.. الاردن..الخ] في المحيط العربي هي الحاضنه الرئيسيه للثوره الفلسطينيه بشكل اساسي حتى اندلاع انتفاضة الحجاره 1987 , وابناء وبنات المخيمات الفلسطينيه دفعوا الثمن غاليا من خلال استبسالهم ونضالهم العنيد من اجل فلسطين وعودة الحق الفلسطيني... لايوجد بيت في مخيمات الخارج الا وقدم شهيد او جريح من اجل القضيه الفلسطينيه.... لاحظوا معنى اليوم كيف اسكتت سلطة اوسلو وعرب الرده صوت قلب الثوره الفلسطينيه.... كيف تحول الحلم والامل الى كابوس وكارثه؟... من هو المسؤول؟.... المسؤول هو ليست الصهيونيه والامبرياليه فقط لابل الى حد بعيد المسؤول هو الصهيونيه الفلسطينيه والعربيه التي قدمت وما زالت تقدم الخدمات الامنيه والاعلاميه والسياسيه للمشروع الصهيوني.....الصهيونيه الفلسطينيه والعربيه امر واقع وموجود على طول وعرض فلسطين التاريخيه وعلى طول وعرض الوطن العربي.....القوا نظره على الاعلام الموجه الى فلسطينيي الداخل واعلام السلطه الموجه الى فلسطينيي الضفه والقدس لتجدوا الصهيونيه الفلسطينيه بلا بُرقع وواضحه ومفضوحه... الوطنيه لاتنزل من السماء لابل تزرع على الارض وتنبت فيها... اين هو المزارع الذي يزرع الزريعه الفلسطينيه في نفوس ووجدان ووعي الاجيال الفلسطينيه؟؟.....لذا وفي ظل غياب المشروع الوطني الفلسطيني... وجدت الصهيونيه ومشتقاتها من فلسطينيين في هذه الارض المشاع فرصتها بزراعة المزيد من التضليل والتهجين...!!
من هنا لابد من القول ان استراتيجية الاحتلال والاحلال الصهيوني اليوم في فلسطين ليست نفسها التي كانت عام 1948 او بعد عام 1967 , حيث اصبح الاحتلال يعتمد استراتيجيات متعدده تصب جميعها في مصب تهويد وتثبيت وضعية احتلال المناطق او الرُقع الجغرافيه الفلسطينيه الواحده تلوى الاخر معتمدا على استراتيجيته التي تستغل الجهل والصمت الفلسطيني وخاصة الرسمي منه المتمثل بالسلطه المتماهيه مصالحها صمتا وجهرا مع مصالح الاحتلال...
اسرائيل تمارس اليوم استراتيجيه: رقعه رقعه.. خطوه خطوه..وجرعه جرعه اخذه بعين الاعتبار عوامل الزمن وحاجات الضروره للمعيشه في ظل الاحوال الفلسطينيه الصعبه,,والصهيونيه تعرف تماما ان ما يسمى بالسلطه الفلسطينيه الغير وطنيه مجرد ظاهره صوتيه لا تُقدم ولا تؤخر ولا تهش ولا تنش إلا عندما لايصل الراتب والميزانيه لجيوب سلطة رام الله, وبهذا الامر[ امر اموال الرواتب] تكفلت امريكا واوروبا وغيرهما, بمعنى بسيط وضمن توزيع الادوار: اسرائيل مستمره في الاحتلال والاحلال وتوفر لوجستيات حرية الvip لعناصر سلطة اوسلو بينما تتكفل امريكا بالجانب المالي والرواتب بشرط ان تحمى قوات دايتون امن وسلامة الاحتلال... تبادل وتكامل في الادوار....استمرار الاحتلال وبقاء السلطه الفلسطينيه في رام الله من جهه!,, والمفارقه وسواء شئنا ام لم نشاء هي معادلة : استمرار الحصار على قطاع غزه وبقاء الشق الاخر من السلطه في غزه من جهه اخرى مع التأكيد على ان لا احد من الطرفين سواء حركة فتح او حركة حماس الغى السلطه الفلسطينيه.. الطرفين فتح وحماس ما زالا متمسكان بالسلطه قانونيا وعمليا.... لم يعلن احد حتى الان حل السلطه الفلسطينيه والغاءها وانشاء كيان اداري وسلطوي اخر, وحتى هؤلاء الذين يتحدثون عن قيام الدوله الفلسطينيه هم كذابون بامتياز ويعرفون ان هذا الامر وهم وسراب يركض وراءه التفريطيون لا بل المُنفرطون الذين لم تحترم اسرائيل لا سلطتهُم العاجزه ولا دولتهم الوهميه..اذا ضاع الجمَّل فما الفائده من وجود الرسَّن!؟... واذا ضاع الوطن ما الفائده من وجود سلطه او دولة طراطير؟!!..يراهنون على امريكا اكثر من شعبهم.... استبدلو بوش الهمجي باوباما الكذاب.. وهاهو الملاك الاسود الذي يفرد جناحيه على البيت الاسود" الابيض" منذ اكثر من عامين يحلق حول العالم حاملا على جناحيه اسوأ انواع واشكال الكذب والدجل الامبريالي والصهيوني, وهاهو يمارس فن الكذب ولا شئ غير الكذب ولا حديث عن السلام الا في اطر التسليه وكسب الوقت لصالح اسرائيل التي كثَّفت من هجومها الاحتلالي والاحلالي على الشعب الفلسطيني في عهد هذا الجبان اكثر بالف مره من سابقيه من امثال بوش وكلينتون, حيث يثبت رئيس امريكا الحالي من يوم الى اخر انه ليست ممثلا لوجه الامبرياليه والصهيونيه البشع فحسب لابل انه وجه بشع لابشع اشكال الصهيونيه الاحلاليه والاحتلاليه التي تأخذ منحى واتجاه جديد في عصر رئيس امريكي اقل ما يقال فيه انه دشَّن مع نتانياهو بداية حقبة صهيونيه احتلاليه واحلاليه واقتلاعيه هدفها اقتلاع الفلسطينيين من كل فلسطين من الضفه الى غزه ومن الجليل الى النقب لابل ايضا يسعى الى محو حق عودة اللاجئين الفلسطينيين....
ليس هذا فقط لابل من يُراقب الوضع في فلسطين فسيلحظ ببساطه الهجوم الصهيوني المُمول امريكيا على كل ماهو فلسطيني كهويه وكمكان وكتاريخ وكجغرافيا,, ففي القدس كما هو في الضفه وكما هو الحال في الجليل الفلسطيني والنقب الفلسطيني والمدن الفلسطينيه المُهجَّره ,تجول وتصول الجرافات الصهيونيه في جولات هدم وردم لكل ماهو فلسطيني وعلى انقاظ هذا الهدم والردم تنبت مستوطنات صهيونيه بين ليلة وضحاها لابل في المدن الفلسطينيه المهجره قسرا منذ عام 1948 مثل يافا وحيفا وعكا والرمله الخ اللتي تقوم الجرافات الصهيونيه فيها بجرف الحارات والبيوت العربيه لتبني مكانها حارات استيطانيه يهوديه, ولا يقتصر الامر على جرف الفلسطينيون الاحياء فقط لابل ان اسنان الجرافات تدك قبور الاموات وتجرف مقابر الفلسطينيين لتبني عليها مستوطنات ومشاريع صهيونيه تُغير وجه وصورة المكان التاريخيه من خلال محو صورته الفلسطينيه... بالمناسبه امريكا بوش وامريكا اوباما لا تُمول مشاريع صهيونيه استيطانيه في القدس والضفه فقط لابل تمول امريكا اوباما اكبر مشروع تهويدي في الجليل والنقب يهدف الى اقتلاع الفلسطينيون من ارضهم من جهه ويهدف الى خلق اكثريه ديموغرافيه سكانيه صهيونيه في مناطق التواجد الفلسطيني في الجليل والنقب من جهه ثانيه وبالتالي اخطأ من ظن ا ن امريكا اوباما متورطه فقط في دعم الاستيطان الاسرائيلي في القدس والضفه الفلسطينيه فقط لابل ان امريكا متورطه في تمويل عمليات اقتلاع فلسطينيي الداخل من اراضيهم وديارهم وتقوم بتمويل عمليات هدم وردم المدن الفلسطينيه التاريخيه واقامة المستوطنات الصهيونيه في حيز المكان نفسه بهدف محو كل المعالم التاريخيه لهذه المدن الفلسطينيه.....
كل هذا يحدث ورئيس السلطه الفلسطينيه الغير وطنيه يجول ويصول في العالم بزعم تحصيل اعترافات بالدوله الفلسطينيه...مقاطعة رام الله...يجول ويصول في الوقت التي تواصل فيه جرافات الاحتلال والاستيطان جولها وصولها في كامل فلسطين وداخل رام الله وفي محيط نابلس والضفه ناهيك عن ما تتعرض له الاحياء العربيه في القدس العربيه من هدم بيوت وترحيل واستيطان.....كارثه بمشاركة الصهيونيه الفلسطينيه والعربيه... والسؤال المطروح ماذا سيتبقى في فلسطين بعد حين اذا استمرت الصهيونيه الفلسطينيه في تضليل الشعب الفلسطيني؟.... الصهيونيه الفلسطينيه صارت امر واقع وحاصل ولا بد من الاعتراف به وهي صهيونيه خطيره للغايه وتمارس الازدو اجيه والديماغوغيه سواء في فلسطين الداخل او مناطق الضفه او كامل فلسطين او خارجها داخل العمق العربي المحيط بفلسطين الذي كان يسمى بدول الطوق... الطوق بالمناسبه يشتد على رقبة الوطن والوطنيه في فلسطين والvip الضفاوي يشارك عضو الكنيست العربي في التضليل والاعلام التضليلي الهادف الى صهينة واسرلة الاجيال الفلسطينيه وعليه ترتب القول ماتبقى لكم تعنى ماتبقى لكل المتأمرين في فلسطين بعد كل هذا التصهين والتضليل.... ما تبقى لنا كشعب فلسطيني في فلسطين هو حق ثابت في وطن ثابت, لكن على الجميع المساهمه في ترتيب وضع الوعي الفلسطيني من خلال تعرية المتصهينين من بيننا من جهه والثبات على الحق الفلسطيني في فلسطين من جهه ثانيه وبالتالي الحلم باقي عبر الاجيال اذا لم نستسلم للكابوس الصهيوني بشقيه الاسرائيلي والفلسطيني.... المطلوب : اعادة صياغة وحياكة الوعي الفلسطيني في صفوف الشعب الفلسطيني اينما كان وتواجد وطنا ومهجرا!!
*كاتب فلسطيني , باحث علم اجتماع, ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.