في تونس أصبحنا نعيش أزمة حقيقية في مجال الاستثمار فقد نشرت مؤخرا حقائق كثيرة وغريبة ولا تكاد تصدق حول التعطيلات التي تعترض المستثمرين الأجانب الراغبين في القدوم والإستثمار في تونس. تعطيلات لا تهم فقط الأجانب بل ايضا تهم التونسيين من رجال الأعمال الذين باتوا عاجزين اليوم عن المغامرة والإستثمار بسبب ترسانة التعطيلات الادارية التي تعترضهم في كل حين وفي كل مكان. تشير الحقائق الى ان تونس خسرت خلال السنوات الإخيرة عشرات المشاريع العملاقة بسبب تلك التعطيلات. في تونس اليوم هيئة عليا للإستثمار مهمتها فقط تعطيل المستثمرين ووضع العراقيل أمامهم ومواجهتهم بقوانين صارمة ، هئية لم تنجح رغم الإمكانيات الكبيرة التي خصصت لها في جلب المستثمرين بل نجحت في إبعادهم وتحويل وجهتهم نحو بلدان أخرى. كل يوم تتبجح الحكومة بإجراءات وتسهيلات للمستثمرين ودفع الاستثمار وقرارات تتخذ في المجالس الوزارية لكن لاشي يطبق منها. المطلوب الان اعادة النظر في هيئة الاستثمار ومراجعة آليات عملها وانقاذها من الأطراف التي تهيمن عليها فقد تحولت الى هيئة لتعطيل الاستثمار والمستثمرين. اليوم عشرات المشاريع معطلة في الرفوف عطلتها هيئة الاستثمار ، واليوم في تونس وزارة مسؤولة عن الاقتصاد ودفع الاستثمار لكن لا علاقة لها بالمستثمرين وبالعراقيل التي تعترضهم. للأسف الجميع مستقيلون والجميع لا يعنيهم أمر الإستثمار وازدهار البلاد ونموها ،الكل منشغل بالصراعات والخلافات والتمسّك بالمناصب والدفاع عن المصالح الشخصية فقط الفقراء والمهمشون والمحرومون يهمهم الوطن. على الحكومة التحرّك الآن لإزالة كل العراقيل من أمام المستثمرين وأول تلك العراقيل مراجعة دور وعمل ما يسمى بهيئة الاستثمار التي نجحت للأسف في تعطيل المستثمرين وجعلهم يهربون من تونس. سفيان الأسود