عبّرت صحف بريطانية أمس عن معارضتها تلبية طلب الولاياتالمتحدة بنشر قوات بريطانية في «مثلث الموت» خشية ضربات المقاومة الموجعة مؤكدة ضرورة تجنّب تورّط أكبر في «استراتيجية أمريكية فاشلة». في المقابل أعربت الحكومة البريطانية عن موافقتها المبدئية نشر قوات لها في «مثلث الموت» إلا إذا عارضت القيادة العسكرية البريطانية ذلك. ورجّحت الصحف البريطانية أن لا تساهم إعادة الانتشار هذه في إحلال الاستقرار في العراق في الظروف الحالية. أخطاء أمريكية وعدّدت صحيفة «فانينشال تايمز» الأخطاء الأمريكية في العراق. وكتبت الصحيفة «إنّ القوات الأمريكية تعدّ الآن لهجوم على حوالي 20 مدينة وبلدة سنّية وستستخدم كعادتها قواتها للضربات الجوية دون تمييز وبشكل غير متوازن ضدّ هذه المناطق المكتظة مما يتسبّب في سقوط مئات الضحايا المدنيين». ورأت الصحيفة أن القوات البريطانية التي تملك ثقافة عسكرية وتتبع قواعد قتالية مختلفة يجب ألا تشارك في هذا النوع من العمليات. وأكدت «فانينشال تايمز» أنه حان الوقت فعلا لبدء مناقشة حول العراق والتركيز على معرفة الطريقة التي يمكن أن تؤمّن مستقبلا لائقا للعراقيين موضحة أن هذا لن يتم في حال التزام أكبر من جانب بريطانيا باستراتيجية أمريكية فاشلة. أما صحيفة ال»غارديان» فكتبت أن كل الذين سمعوا وزير الدفاع البريطاني جيف هون يعتقدون حسب نبرته والحجج التي اختارها أن القوات البريطانية ستعيد انتشارها قريبا وبذلك ستدخل المشاركة البريطانية في العراق مرحلة جديدة من عدم الاستقرار. وأضافت الصحيفة أن القوات البريطانية ستواجه مخاطر جديدة في منطقة جديدة من البلاد وستعمل مع قوات تتحرك بموجب قواعد مختلفة وخارج نطاق صلاحية المحكمة الجنائية الدولية. وأكدت الصحيفة : أصبحت مشاركتنا أخطر وحكومتنا تخجل من قول ذلك وعلى النواب الدعوة إلى التصويت. واعتبرت صحيفة «ديلي تلغراف» أنّ هون لم ينجح في خطابه أمام مجلس العموم في إزالة القلق الذي يرافق الطلب الأمريكي. وحذرت الصحيفة من أنّ القوات البريطانية ستشترك في أسلوب العمليات الأمريكية التي يرى كثيرون أنها أكثر عدوانية في حال خروجها من المنطقة التي تشرف عليها في البصرة. ورغم انتقادات الصحف البريطانية فإنّ حكومة بلير تبدو على الأرجح مصرّة على ألا تخيّب ظنّ حليفها الأمريكي. موقف الحكومة ورجّح أمس وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بقوة أن ترد لندن بالإيجاب على الطلب الأمريكي بشأن نشر وحدات بريطانية في منطقة جنوب بغداد لتحل محل الوحدات الأمريكية التي انتقلت غربا إلى الفلوجة في سياق التحضير لاجتياح واسع محتمل. وصرّح سترو لهيئة الإذاعة البريطانية من الممكن لنا أن نقول لا ردا على الطلب الأمريكي بنشر قوات بريطانية في مناطق خطرة نسبيا في إشارة إلى ما بات يعرف ب»مثلث الموت» جنوبي بغداد الذي يضم معاقل قوية للمقاومة العراقية كاللطيفية والمحمودية واليوسفية. وأضاف الوزير البريطاني ان عملية الانتشار (في مثلث الموت) إذا كانت مبررة من الناحية العسكرية فيجب أن تتم مذكّرا بأن وزير الدفاع «جيوف هون» كان قد رجّح بدوره الموافقة على الطلب الأمريكي الذي يتمثل تحديدا في نشر حوالي 800 جندي بريطاني (على الأقل) جنوبي بغداد... وتأكيدا لسياسة رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الذي يعد الشريك الأول في غزو العراق قال جاك سترو إن بريطانيا ستخيب ظن الحليف الأمريكي إذا ردّت سلبا على الطلب الأمريكي بأمر من القيادة العسكرية في حين أعطى القادة البريطانيون رأيا واضحا مؤيدا لهذه المساهمة.