ايها البرلمانيين الأورويين ... نحن أصدقاء لكم ... نعول على رصانتكم و صدقكم ... ان لكم مسؤولية كبرى تجاه دول و شعوب الجوار ... لا تاخذوا قرارات دون التأكد من صحة ما يقال ... لا تتخذوا القرارات قبل ان تتدارسوا انعكاس كل قرار ... تونس عاشت منذ 2011 عشر سنوات فشل و فساد... الديمقراطية التي وضعت ليست ديمقراطية و انما مافيا سياسية و مالية ... الدستور الذي اعتمد لم يضع دولة و انما وزع الغنيمة و فكك السلطة و قسم الانصبة في التعيينات و الصفقات و الولاءات الأجنبية... نظام الانتخاب شتت الاحزاب و حال دون الاستقرار و فتح الباب للمال الفاسد و للمال الاجنبي ... الأموال المهولة لم تخدم الشعب و انما خدمت الحكام... تسللت الأموال الفاسدة من كل مكان ... المافيا انتصبت و مخابرات جديدة حلت ... أصبحت تونس مرتعا للفساد و لصنع الإرهاب و لتصدير الارهابيين و ساحة تهجير ... لم نعرف رئيسا نظيفا كما عرفنا اليوم ... رئيسا مستقيما ... عنيدا دون شك لكن تصلبه يتاتي من هول الفساد الذي اكتشفه في المنصب... ساعدوه ان كنتم تحبون تونس حقا ... ساعدوه ان كنتم تريدون شراكة حقيقية تخدم الشعب لا تخدم المافيا... لماذا لم تقوموا بتدقيق مالي في الاف المليارات التي ضخها الاتحاد و دول الاتحاد في تونس من 2011 ... اموال دافعي الضرائب منكم.. لا تصدقوا من يقول ان الامر كان انقلابا... و لا تصدقوا ان الرئيس يتهيأ ليكون دكتاتورا اخر ... الانقلاب اذا كان ما حصل يسمي انقلابا قد قام به الشعب ... و الرئيس لم يتول سوى الاستجابة لطلب الشعب ... هل يمكن أن يحصل إنقلاب على مساندة 80 % من السكان !! و تحصل الشرعية الشكلية على 20 % ... خطاب الخوف من الدكتاورية هو خطاب كاذب ... فالتونسيون لن يقبلوا دكتاتورا ابدا في المستقبل ... رجاء ايها البرلمانيين الاوربيين ... ساعدوا تونس اولا ... لا تساعدوا محترفي السياسة الذين سعوا إليكم بعدما لفظهم الشعب ... إنقذوا تونس من الإفلاس... انقذوا تونس من نظام سياسي يقوم على وفاق خطير تصبح فيه السلطة كعكة توزع و مصالح خاصة حزبية و فردية تتصارع و قوي اجنبية تتدخل لدعم هذا أو ذاك ... مكنوا تونس من الخروج من دستور اغلقوه عمدا ... لا التعديل كان ممكنا و لا الحوار كان ممكنا و لا الرجوع إلى الشعب كان ممكنا ... ساعدوا تونس على وضع اصلاحاتها السياسية و التاسيس لديمقراطية جديدة حقيقية لا سلطة فيها للمافيا و لا تغول فيها للاحزاب ... ساعدوا الرئيس على تنفيذ الاجندا : اولا تعديل النظام الدستوري و النظام الانتخابي بحيث نتجنب الفوضى داخل الدولة و نفرز اغلبيات مستقرة و تداول على السلطة ، و التحاور في ذلك مع مختلف الحساسيات السياسية الموجودة دون اقصاء و مع منظمات المجتمع المدني الكبرى ، ثانيا استفتاء الشعب حول التعديلات و مراقبة الاستفتاء ، ثالثا تنظيم انتخابات سابقة لاوانها على أساس الاطر الدستورية الجديدة و القواعد الانتخابية الجديدة و مراقبة هذه الانتخابات ... العودة إلى ما كان موجودا هو بمثابة إشعال للفتنة و تعميق للانهيار ... عندها لن يبقى لكم شريكا و انما تبقى لكم منطقة لصنع الكراهية و لتصدير الإرهاب و لنشر الفساد و لانتشار المال الخطير و لتواجد كل أصناف المخابرات و لتنامي الجريمة الدولية المنظمة و للتهجير العشوائي بمئات الالاف من تونس و من كل المنطقة ... حذار .. انها مصلحة شعب كامل عرف العز و ساهم في بناء تاريخ المتوسط... انها مصلحة منطقة كاملة كل زعزعة لاستقرارها و تجويع لشعوبها يعود بالوبال على العالم كله و على المتوسط الذي احببناه ...