تحتل كربلاء، مدينة الشهادة والفداء، مكانة مرموقة في نفوس المسلمين، وترنو إليها أبصارهم وهم على بعد الآلاف من الأميال عنها، فعلى أديمها استشهد أبو الشهداء الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، في العاشر من محرم الحرام عام 61ه 680م)، في واقعة الطف التاريخية الشهيرة، وفي ثراها الطاهر يربض قبره المجلل بالمهابة والخشوع. وعن تاريخ الروضة الحسينية الموغل في القدم، تقول المصادر التاريخية أن أول بناية احتضنت القبر الطاهر ترجع الى عام (65ه 685م)، وبعد ما يقرب من قرنين، أعاد الخليفة العباسي المنتصر باللّه (247ه 861م) تجديد القبر، وفي القرن الخامس الهجري أقام الحسن بن فضل سورا يحوط الضريح. الروضة الحسينية تتألف من الصحن والبهو والرواق والروضة الداخلية وفي وسطها يقوم المرقد الشريف، وتقع القبة فوق الضريح وتحف بها مئذنتان مطليتان بالذهب. وقد تفنن المعماري العراقي في بنائها وأصبحت بحق آية من آيات الفن العماري الإسلامي. جدير بالذكر، أن مدينة كربلاء تبعد عن بغداد (102 كم)، وعن النجف الأشرف (78 كم) وعن الحلة (42 كم)، ويؤمها آلاف الزوار من مختلف البلدان الاسلامية، وتعد روضتها الحسينية من أفخم العتبات المقدسة في العراق.