الكاظمية مدينة تضرب في اعماق التاريخ البعيد.. وكانت قبل تشييد مدينة بغداد تعرف ب «الشونيزي» وهي تسمية عربية تعني الحبّة السوداء.. ومنذ ان شرع الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور بوضع لبنات مدينة بغداد المدوّرة (عام 145ه 762م) في الجانب الغربي من نهر دجلة، جعل من تلك المنطقة مقابر تحتضن رفات اسرته واقربائه. فسميت ب «مقابر قريش» وممن ضمها ثراها جعفر بن المنصور والخليفة الامين والسيدة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد. ولما دفن فيها الإمام موسى بن جعفر (ع) المتوفي سنة (183ه 799م) والذي كان يلقب ب «الكاظم» كلمة وعفوه عن الاساءة وكظمة للغيظ ومن بعده حفيده الامام محمد الجواد المتوفى سنة (219ه 834م) وهما من اهل البيت النبوي الشريف، نشأت حول مرقديهما بلدة عرفت ب (الكاظمية) كما اطلق على الامامين معا «الكاظمية» وكذلك الجوادين لجودهما وكرمهما.. وانت تدلف الى الروضة الكاظمية ينتابك احساس بالجلالة والانبهار حالما يقع بصرك على الطارمات والاواوين والأروقة المزينة بزخارف القاشاني المحفورة بنقوش نباتية وهندسية وآيات قرآنية. الى جانب الزخارف البديعة المعمولة من المرايا والمعادن الثمينة كالذهب والفضة. وتؤكد المراجع التاريخية ان الخليفة العباسي المعتصم بالله كان قد امر ببناء هذه الروضة، التي كان قوامها القيروان والأروقة ثم اعيد بناؤها مجددا سنة (921ه 1515م) ومع تعاقب الزمن اضيفت اليها الطارمات والأواوين والأروقة وتنهض على القبرين قبتان ذهبيتان تحف بهما اربع مآذن كبيرة ومثلها صغيرة. والروضة الكاظمية اصبحت اليوم آية من آيات فن العمارة الاسلامية وكان يؤمها قبل الحرب على العراق آلاف الزوار من انحاء العراق وبلدان العالم الاسلامي.