النجف اسم له مكانة مقدسة في نفوس الكثير من المسلمين في أرجاء المعمورة، كانت ومازالت جامعة للعلم والفقه والأدب، فلا غرو أن تتبوأ مثل هذه المكانة وثراها المقدس يحتضن رفات ابن عم رسول الله ص وزوج ابنته الامام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)... ويروي المؤرخون ان داود بن علي العباس كان أول من اكتشف قبر الامام علي وذلك قبل عام (750م 139 ه) وان الخليفة العباسي هارون الرشيد، الذي ازدهرت في عهده الحضارة العربية الاسلامية، كان أول من أكد المرقد الشريف للامام علي (كرم الله وجهه)، في حدود عام 786م، عندما كان في نزهة صيد في أرض النجف فتوقف عند «الذكوات البيض» وهي عبارة عن ثلاثة مرتفعات يتوسطها واد حيث كان قبر الإمام علي فأمر ببناء قبة من الطين الأحمر على القبر تقديرا لمكانته في نفوس المسلمين. وشهدت هذه البقعة المقدسة بعد ذلك وخلال تاريخها الطويل وقائع عمرانية جديرة بالفخر، كما توالت وتعاقبت اهتمامات الخلفاء والامراء والولاة بالروضة الحيدرية الطاهرة... يذكر أن مدينة النجف الأشرف تقع على بعد 161 كلم جنوب العاصمة العراقية بغداد...