تغير نظام وتوقيت العمل خلال رمضان وكثرة الاعمال المنزلية وضيق الوقت كلها متغيرات تحتم تضافر جهود افراد العائلة من اجل تحضير وجبة الافطار ومن هنا يسجّل الزوج حضوره في المطبخ الرمضاني هذا الحضور قد يفرح البعض من النساء ويقلق البعض الآخر. ويعتبرن دخول الرجل الى المطبخ نقمة لا مثيل لها. عموما يبدو استعداد التونسي لمساعدة زوجته في الطبخ امرا نادرا لا يبديه ويطيقه الا القليل وهذا ما ترجمته اللاءات الكثيرة المتعلقة بالسؤال المتمحور حول مدى مساعدة الازواج لزوجاتهم في الطبخ فما سرّ عزوف الرجال عن دخول المطبخ، وهل ان الموروث الاجتماعي وراء ذلك؟ السيد بوبكر السكّوحي يعترف انه لا يساعد زوجته في الطبخ لا في الايام العادية ولا حتى خلال شهر رمضان ويقول: «انه بحكم عملي في المقهى ليلا خلال رمضان اجد نفسي متعبا ومنهكا في النهار لذلك استغل النهار للراحة ويمكن ان اساعد زوجتي في تحضير مائدة الافطار فقط. رفض يرفض السيد حسن الرزقي مساعدة زوجته في الطبخ خلال رمضان ويؤمن بتقسيم الادوار بين افراد العائلة فالدور الطبيعي للمرأة حسب رأي السيد حسن هو الاعتناء بأمور البيت وشؤونه من طبخ وتنظيف ورعاية الاطفال اما دور الرجل فيتمثل في العمل خارج المنزل وجمع المال ويرجع المسألة الى الموروث الاجتماعي والتقسيم الكلاسيكي للأدوار بين الرجل والمرأة. وللموروث الاجتماعي انعكاس سلبي على بعض جوانب الحياة العائلية كما يقول السيد كمال موضحا ان رفض الرجل الدخول الى المطبخ واعداد الطعام يعود الى توارث تلك الصورة النمطية التي تعتبر قيام الرجل بالاعمال التي يعتقد انها حكرا على المرأة انتقاصا من رجولته ومن ثمة نجد الرجل جيلا بعد جيل يرفض هذه الاعمال بصورة تلقائية وطبيعية. عقلية جديدة الازواج حديثو العهد بالزواج يحملون فكرة مغايرة لما توارثه آبائهم واجدادهم ويعتبرون مساعدة المرأة في المطبخ بات امرا ضروريا خاصة خلال شهر رمضان لان الوقت يصبح اكثر ضيقا بحكم خروج المرأة للعمل. والسد محمد علي يرى ان مساعدته لزوجته في المطبخ خلال رمضان امر مهم فهو تعبير عن مدى حبه لزوجته ومدى احساسه بعمق الرابطة المشتركة التي تجمعهما. وفي السياق ذاته يقول السيد عبد الجليل الطرودي انه يساعد زوجته خلال رمضان باعتباره طباخا فهو يشاركها في إعداد وجبات الافطار وتحضير المائدة لكنه يعتذر عن غسل الاواني لانه سيكون مضطرا للحاق بعمله بعد الافطار. نعمة أم نقمة؟ الكثير من الرجال يشعرون برغبة كبيرة في الدخول الى المطبخ للمساعدة او لإلقاء الاوامر على الزوجة فتتحول فكرة وجوده الى جانب زوجته في المطبخ نقمة لا مثيل لها وتعبر السيدة فاتن عن سخطها الكبير من تدخل زوجها في كل كبيرة وصغيرة وتقول ان شهر رمضان يبعث في قلبي القلق واحيانا الشعور بالخوف من توتّر علاقي بزوجي كيف لا ينتابني هذا الشعور وانا اعلم ان زوجي فضولي بدرجة لا تطاق فهو يتدخل في كل شيء ويشنّف آذاني بانتقاداته التي لا تنتهي حتى اني اهدده بانسحابي لا من المطبخ فقط بل من المنزل اذا ما تمادى في تدخلاته المستفزّة. اما السيد منية فإنها تتمنى لو كان زوجها يقبل على مساعدتها في المطبخ خلال شهر رمضان لكنه يصرّ على البقاء بعيدا ويرفض مساعدتها حتى لو كانت في اشدّ الحاجة الى ذلك هكذا قالت السيدة منية. هي نعمة بالتأكيد هكذا اجابتنا السيدة نزهة مضيفة ان زوجها رجل متعاون وحنون فهو يراعي ويقدر تعبها خارج المنزل لذلك يسارع الى مساعدتها في المطبخ حالما يعود من عمله.