يمثل شهر رمضان مناسبة هامة للقطع مع «الروتين» اليومي وتغيير بعض العادات التي دأب عليها التونسي طيلة الأيام العادية من السنة والقيام بأنشطة أخرى تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بهذا الشهر المعظم، كتكثيف الزيارات العائلية والخروج ليلا للترويح عن النفس ومواكبة الحفلات المقامة. كما يشهد المطبخ التونسي حركية مكثفة نظرا لتنوع الاكلات خلال هذا الشهر، وهذا التنوع في الأكلات يتطلب وقتا وجهدا إضافيين لذلك نلاحظ دخول العنصر الرجالي الى المطبخ ومساعدة زوجاتهن في تحضير وجبة الافطار، لكن الى أي مدى يساعد الرجل التونسي زوجته في الطبخ؟ سؤال طرحناه على مجموعة من الأزواج من كلا الجنسين فكانت اجاباتهم كالتالي: عبد المجيد أستاذ تعليم ثانوي يقول انه يساعد زوجته خلال شهر رمضان في تحضير مائدة الاكل وترتيب الصحون عليها ويقول اني أقوم بهذا العمل لاضاعة الوقت وتجنب انتظار موعد الافطار. أما السيد الباروني فانه يساعد زوجته في تحضير المأكولات التي يحبها والتي يستطيع ان يقوم باحضارها لكنه يفضل في بعض الاحيان النوم حتى يحين موعد الافطار لان ذلك يضمن له عدم التعرض الى الغضب والشروع في شجار سواء مع زوجته او ابنائه. السيد جمال «مسؤول بنكي» يساعد زوجته في الطبخ خلال الأيام العادية وفي شهر رمضان كلما سمحت الفرصة والوقت بذلك وهو يختار بعض الأشياء لتجهيزها. ويرى أن مساعدة الزوجة على الطبخ أمر طبيعي وعادي بحكم خروج المرأة للعمل فهما «أي الزوج والزوجة» يعودان تقريبا في الوقت نفسه لذلك لابد من تقسيم العمل بين الزوجين حتى يكون الأكل جاهزا مع موعد الافطار. «الحكم للوقت» بعض الرجال يرون أن مساعدة المرأة في الطبخ أمر لا حرج فيه بل انه أمر محبب ويساهم في خلق نوع من الانسجام والتقارب بين الزوجين ويعبر عن مدى ارتباطهما ببعضهما البعض لذلك فهم لا يمانعون في الدخول الى المطبخ وتحضير بعض، المؤكلات لكن الوقت وظروف العمل يبقيان سيدا الموقف. مختار بائع بالسوق المركزية يقول انه لا يساعد على الطبخ خلال شهر رمضان لا لانه لا يريد ذلك بل لضيق الوقت فهو يصل الى المنزل قبل موعد الافطار بنصف ساعة تقريبا عندها يكون كل شيء جاهزا. السيد عزالدين يؤكد ما قاله زميله بأن عدم مساعدة الرجل لزوجته في المطبخ يبقى رهين ضيق الوقت في أغلب الاحيان، أما بالنسبة اليه فهو لا يساعد زوجته في المطبخ أولا لكثرة مشاغله وثانيا لضيق الوقت باعتباره يصل الى المنزل قبل ساعة او نصف ساعة ويكون منهكا من العمل والصيام لذلك فانه لا يقوم بمساعدتها. وللنساء رأي في الموضوع أغلبية الاجوبة كانت ب»لا» عندما طرحنا سؤالنا على مجموعة من النسوة هل يساعدك زوجك في الطبخ خلال شهر رمضان؟ ومن خلال هذه الأجوبة لاحظنا أن عدد الرجال الذين يساعدون زوجاتهم في تحضير الأكل سواء في الأيام العادية أو خلال شهر رمضان، محدود جدا، خاصة في صفوف الكهول. السيدة آمال تنفي مساعدة زوجها لها في الطبخ خلال شهر رمضان نظرا لضيق الوقت وتقول ايضا حتى وان كان لديه الوقت الكافي فانه يفضل مشاهدة التلفاز في انتظار موعد الافطار. ونختم مع السيدة جميلة بقولها ان قلة قليلة من الرجال ممن يقومون بمساعدة زوجاتهم على الطبخ خلال شهر رمضان ويكونون في الغالب من الأزواج الجدد والمتمتعين بعقليات متطورة اما الرجال الكهول فانهم لا يسعون للمساعدة مهما كانت ظروف الزوجة. وتبقى العقلية هي المحدد الوحيد لسلوك الرجل مع زوجته ليأتي مشكل الوقت في المرتبة الثانية لقياس مدى استعداد الأزواج لمساعدة زوجاتهم سواء في الطبخ او في القيام بالواجبات المنزلية الأخرى.