فتيات اليوم يواجهن الاتهام بالتقصير والتخلي عن أكبر المهام المناطة بعهدة المرأة وبالابتعاد عن أهم طريقة من طرق كسب ودّ الرجل ومحبّته في الموروث العربي كيف وهن صرن مجرّد ضيفات شرف على المطبخ لا تتجاوز مهامهنّ بعض الأشياء البسيطة خلال الأيام العادية. فهل يتبدّل الحال خلال شهر رمضان أم يظل الحال على ما هو عليه رغم اغراءات المطبخ الرمضاني وتغيير العديد من المعطيات داخل الأسرة طوال هذا الشهر؟ «الشروق» التقت بعض الفتيات والأمهات وتحدثت معهن عن مدى اقبال الفتيات على الطبخ خلال رمضان. تشتد لهجة اللوم والتقريع للفتيات اللاتي انصرفن عن تعلّم الطبخ إلى مشاهدة التلفاز أو التسوق من قبل الأمهات وبالطبع فإن هذا العزوف لن يكون في صالحهن. وتقول السيدة روضة «لم تعد فتيات اليوم مغرومات بالطبخ كما كنا نحن سابقا والسبب في ذلك يعود إلى كثرة الدلال وعدم تشجيع الأمهات لبناتهن على تعلّم الطبخ عكس ما كان يحدث معنا نحن أيام السبعينات حيث تحرص الأم على تعليم بناتها الشؤون المنزلية بالقدر نفسه لتعلّم القراءة والكتابة أما اليوم فقد تبدلت الأمور ولم تعد كما كانت في السابق. **مهمات بسيطة تقر التلميذة عبير دخولها المطبخ في مناسبات محددة كعطلة نهاية الأسبوع وخلال شهر رمضان الذي تكثر فيه الحركة وتقول اضطر لدخول المطبخ لمساعدة والدتي على تحضير السلطة و»البريك» وتهيئة مائدة الافطار. سيرين أيضا ليست من المهتمات بالطبخ ولكن بقدوم رمضان تستهويها تجربة الطبخ فتسعى للتعويل على ذاتها واحضار بعض الأكلات التي تتطلب مجهودا كبيرا ودراية فائقة مثيرة إلا أن والدتها عادة ما ترفض مشاركتها في الطبخ مخافة أن لا تحسن فعل ذلك وتوقعها بالتالي في دائرة غضب زوجها. عندها تقتصر مهمة سيرين على احضار «البريك والطاجين وأنواع عديدة من السلطة». **نفور تام تعترف ايمان أنها لا تحب مطلقا الدخول إلى المطبخ إلا للأكل وترى أن المطبخ هو نتيجة لشغف كبير يكمن في أعماق الانسان سواء مرأة أم رجل وتوضح أنها لا تعتبر حالتها استثنائية فجل الفتيات الصغيرات وحتى المقبلات على الزواج لا يستهويهن الطبخ، أما خلال رمضان فأنا أشعر بالرغبة في مساعدة والدتي على انجاز بعض المهام البسيطة التي لا تتطلب مني مجهودا. يا سمين أيضا لا تهوى الطبخ ولا الدخول إلى المطبخ وتفسر ذلك بقلة الوقت وعدم وجود الرغبة الكافية لذلك بالاضافة إلى أن الطبخ ليس سهلا ويحتاج إلى بعض التركيز وسعة البال وهما غير متوفرين لديّ. أمل بدورها ترى أن المطبخ والطبخ يشكلان آخر اهتماماتها وبالتالي فهي تترك لوالدته تحضير الافطار دون مساعدتها فهي تساعدها في الأكل فقط لا غير. **محاولة للتعلم لا يمكن أن ننكر أن بعض الأمهات يقفن وراء نفور البنات من المطبخ لحرصهن على دراستهن واعتبار الطبخ مجرد مكتسبات يمكن للفتاة تعلمها وقت ما شاءت. ومع هذا تحاول بعض الفتيات تعلم ابجديات الطبخ كلما وجدن الفرصة سانحة لذلك. الآنسة مخطوبة وعلى أبواب الزواج تقول: من الضروري أن أتعلم الطبخ حتى أستطيع الاعتماد على نفسي بعد الزواج وأحاول أن أبرع في تحضير بعض الأكلات الصعبة كالملوخية والكسكسي واستعد بصفة استثنائية خلال رمضان لدخول المطبخ حتى أتعود على تحضير الافطار بشكل جيد. امال أيضا تقول رغم ضيق الوقت والعمل اليومي فإنني حريصة على دخول المطبخ خلال رمضان. فأنا أجيد طبخ كل الأكلات تقريبا وأحاول دائما تطوير قدراتي في الطبخ بأن أتعلم بشكل مستمر أكلات مغايرة لما يقع اعداده في تونس وذلك بمتابعة البرامج التي تهتم بالطبخ.