يحاول رجال دين وخصوصا هيئة علماء المسلمين مقايضة «المشاركة السياسية» للطائفة السنية في الانتخابات العراقية ب»معركة» الفلوجة في حين تسعى الحكومة إلى بسط سيطرتها على معاقل المسلحين تمهيدا للانتخابات أسوة بالنجف وسامراء. وبالتزامن مع تأزم الموقف عسكريا والمخاوف من محاولات اقتحام مدينة المساجد قبل الانتخابات الأمريكية أو بعدها يتخذ أهل الحل والربط في الطائفة التي تعتبر نفسها مهمشة بعد أن تحكمت في مفاصل العراق الحديث مزيدا من المواقف المتشددة. وقال المتحدث الرسمي لهيئة علماء المسلمين رجل الدين محمد بشار الفيضي أمس «إذا تم اجتياح المدينة وتم مواصلة قصفها بالطائرات والمدفعية فنحن ملتزمون مع علماء العراق بالموقف وندعو إلى مقاطعة الانتخابات واعتبار نتائجها باطلة». وأضاف «لكن إذا تم التوقف عن قصف المدينة واجتياحها وقصف المدن الأخرى فعندئذ نعود لمواقفنا الأخرى». وكان اجتماع للطائفة السنية الأربعاء الماضي بدعوة من أبرز منابرها هيئة علماء المسلمين وحضور عدد كبير من رجال الدين دعا إلى مقاطعة الانتخابات العامة المتوقع إجراؤها أواخر جانفي 2005 إذا تعرضت الفلوجة إلى عملية عسكرية. واعتبر المجتمعون ان «ذريعة الانتخابات في اجتياح المدن مرفوضة وأصحاب الفضيلة يدعون أبناء الشعب العراقي كافة إذا تم اجتياح الفلوجة ومواصلة قصفها بالطائرات والمدفعية أو طال ذلك مدنا أخرى إلى مقاطعة الانتخابات واعتبار نتائجها باطلة». وشارك في الاجتماع حوالي مائتين من هيئة علماء المسلمين ورجال دين وأئمة وأعضاء في الحزب الإسلامي والهيئة العليا للدعوة ومن الأمانة العامة للإفتاء والتصوف ممن أكدوا أن الشعب العراقي يمارس واجبا دينيا في مقاومته الاحتلال وهم يباركون لأبناء الفلوجة جهادهم. وبدورهم حدد وجهاء مدينة المساجد من علماء دين وشيوخ عشائر الخميس خمسة شروط رفضتها الحكومة العراقية التي طالبوها ب»إرضاء أبناء شعبها وحقن الدماء بما يضمن كرامتنا وسيادة الأمن والقانون». ودعوها إن كانت غير راضية عما يحصل إلى وقف المجازر التي ترتكب باسمها مطالبين ب»وقف القصف الجوي... كبادرة حسن نية تؤمن حلا لجميع المشاكل العالقة وترضي جميع الأطراف».