هو محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة الجعفي، وكان جده فارسيا على دين قومه، فلما اسلم ولده المغيرة على يد والي مدينته المسمى (اليمان الجعفي) نسب نفسه اليه، هو وذريته من بعده، وكني البخاري بأبي عبد الله..! وكان مولد البخاري يوم الجمعة بعد الصلاة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال سنة اربع وتسعين ومائة. الموافقة لسنة ثماني مائة وتسع ميلادية، وولد ببخارى وهي من اعظم مدن ما وراء النهر، وتوفي ابوه اسماعيل وهو صغير فنشأ يتيما في حجر امه!.. وحدث عن نفسه قال: ألهمت الحديث في الكتاب ولي عشر سنين او اقل، ثم خرجت من الكتاب بعد العشر، فجعلت اختلف الى الداخلي وغيره، فقال يوما فيما كان يقرأ للناس: «سفيان عن ابي الزبير عن ابراهيم» فقلت له: ان أبا الزبير لم يرو عن ابراهيم، فانتهرني. فقلت: ارجع الى الأصل ان كان عندك. فدخل فنظر فيه، ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت: هو الزبير بن عدي عن ابراهيم: فأخذ القلم مني واصلح كتابه. وقال: فقال بعض اصحابه: ابن كم انت؟ قال: ابن احدى عشرة سنة! وقال البخاري: فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كتب ابن المبارك ووكيع، وعرفت كلام هؤلاء يعني اصحاب الرأي ثم خرجت مع اخي احمد وأمي الى مكة، فلما حججت رجع اخي الى بخارى فمات بها واقمت لطلب الحديث! ولم طعنت في ثماني عشرة سنة صنفت كتاب «قضايا الصحابة والتابعين واقاويلهم» وصنفت «التاريخ الكبير» اذ ذاك عند قبر النبي ص في الليالي المقمرة. وقلّ اسم في التاريخ الا وله عندي قصة، الا اني كرهت تطويل الكتاب...! وشغله وهو في هذه السن طلب العلم بالحديث، فقال فيما روى سهل السري: «دخلت الى الشام ومصر والجزيرة مرتين، والى البصرة اربع مرات، وأقمت بالحجاز ستة اعوام ولا احصي كم دخلت الى الكوفة وبغداد مع المحدثين! وقال احمد بن حمدون القصار: «رأيت مسلم بن الحجاج جاء الى البخاري فقبل بين عينيه وقال: دعني اقبل رجليك يا استاذ الاستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله، ثم سأله عن حديث كفارة المجلس، فذكر له علته، فلما فرغ قال له مسلم: «لا يبغضنك الا حاسد، واشهد ان ليس في الدنيا مثلك»! وقال الترمذي: «لم أر بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الاسانيد اعلم من البخاري»... وقال بن خزيمة.. (وما رأيت تحت أديم السماء اعلم بحديث رسول الله ص ولا احفظ له من محمد بن اسماعيل البخاري».