تونس تكاد البلد الوحيد في المغرب العربي الذي تتعطل فيه الإستثمارات ويعجز فيه المستثمرون الأجانب عن حل الإشكاليات الادارية التي تعترضهم ... في وقت سابق أعلنت مجموعة استثمارية ألمانية بشكل صريح أنها واجهت في تونس مشاكل وعراقيل لم تكن تتوقعها وبشكل فاق كل التوقعات مما اضطرها الى المغادرة نحو دولة مغاربية فتحت أبوابها على مصراعيها لإستقبال المستثمرين ... وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الى التفاوض مع صندوق النقد الدولي وباقي الهيئات المانحة غاب عنها أن هناك مشاريع استثمارية عملاقة بالاف المليارات معطلة ولا أحد في الحكومة التفت إليها وسعى الى مساعدتها وحل الإشكاليات التي تعترضهم ... منذ مدة تحدث رئيس حزب تونس الى الأمام عبيد البريكي عن مشروع استثماري ضخم بمبلغ يفوق ميزانية الدولة التونسية معطل بسبب الادارة الفاسدة وعدم وجود مسؤولين جديين قادرين على حل المشاكل القائمة، وقبل ذلك خسرت تونس مشروعا استثماريا ضخما بقيمة تتجاوز ال 500 مليون اورو كان سيقام في الجنوب التونسي المهمش والمحروم بسبب عراقيل ادارية ولامبالاة من كل الحكومات التي أتت بعد 2010 وحكم أعضاؤها تونس بالصدفة وبالوعود الكاذبة التي كانوا يطلقونها على الشعب في كل مناسبة انتخابية... قطاع الإستثمار في تونس يجب أن يكون تحت رعاية ومسؤولية مباشرة من رئيس الدولة فقد تأكد أن الادارة التونسية أكبر معطلا للإستثمار في تونس وأنها كانت للاسف طاردة للمستثمرين عوضا عن السعي لجلبهم واستقطابهم... لاتزال الادارة التونسية ادارة بيروقراطية متخلفة تفتقد الى روح المبادرة وعاجزة عن حل الإشكاليات القائمة بل أنها كانت هي المشكل وليست الحل... اليوم في تونس مشاريع استثمارية عملاقة معطلة ومستثمرون يهربون كل يوم ويغادرون الى بلدان أخرى تفتح أبوابها لإستقبالهم في حين نحن في تونس نعيش تحت سلطة ترسانة من القوانين المتخلفة والتي تكبل كل مبادرة ... اليوم تونس لا تحتاج فقط الى نجاح المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والتي ستزيد من حجم المديونية بل تحتاج الى أن تلتفت الى ما حولها من فرص استثمار مهدورة ومن ثروة ضائعة، اليوم للاسف نعجز عن استغلال اراضينا المهملة وعن استغلال شمسنا لتوليد الطاقة وعن توظيف كل العقول التي تتخرج من جامعاتنا ومعاهدنا... نحتاج اليوم الى أن نتصالح مع أنفسنا ونعترف بعجزنا حتى ننهض من جديد ... سفيان الاسود